احتدمت الاشتباكات بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة وقوات الجيش الإسرائيلي في محاور القتال، الأربعاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2023، في اليوم الـ75 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط قصف عنيف نفذته مقاتلات حربية وآليات مدفعية ضرب المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية من القطاع، مخلفاً قتلى وجرحى.
نتيجة لذلك، ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 20 ألف شهيد، فحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن عدد ضحايا قصف الاحتلال لغزة بلغ 20 ألف شهيد، منهم 8 آلاف طفل و6200 امرأة، في حين ارتفع عدد الجرحى إلى 52 ألفاً و600 جريح.
عشرات الشهداء اليوم فقط
كانت "بيت لاهيا وجباليا شمالي القطاع، وحي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، وشرق الشجاعية شرقي المدينة، وشرق خان يونس جنوبي القطاع"، أبرز محاور القتال التي شهدت اشتباكات من مسافة الصفر اليوم.
كما نفذت المقاتلات الإسرائيلية الحربية، بالتزامن مع القصف المدفعي العنيف، أحزمة نارية في عدة مناطق من القطاع.
يأتي هذا في ظل انقطاع خدمات الاتصال الثابت والإنترنت والمكالمات الخليوية، عن أجزاء واسعة من القطاع للمرة السابعة منذ بداية الحرب، منذ صباح الأربعاء، بحسب بيانين منفصلين صدرا عن "شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال"، وشركة "أوريدو فلسطين".
فيما تداول نشطاء فلسطينيون مقطع فيديو نشره أحد الجنود الإسرائيليين، لقصف عنيف شرق حي الشجاعية أدى إلى تدمير عشرات المباني في المنطقة، قدرها شهود عيان بأكثر من 50 مبنى.
مصادر طبية أفادت بأن القصف الإسرائيلي اليوم خلّف عشرات الشهداء والإصابات، فيما لم يصدر من وزارة الصحة الفلسطينية بيانات عن حصيلة ضحايا الأربعاء.
محاور القتال
الطائرات الحربية والآليات المدفعية للاحتلال شنت غارات مكثفة وأحزمة نارية على مختلف مناطق القطاع بدءاً من مخيم جباليا ومدينة غزة شمالاً دون، مروراً بالمنطقة الوسطى، وصولاً للمدن الجنوبية خان يونس ورفح.
بالتزامن مع هذه الغارات، شهدت محاور القتال في المناطق الشمالية والجنوبية والوسطى معارك بين مقاتلي الفصائل وقوات الجيش، "ما أوقع إصابات محققة في صفوف الجنود"، وفق بيانات منفصلة صدرت عن الفصائل.
في المناطق الشمالية، كانت المعارك، وفق مصادر محلية وشهود عيان، عنيفة فيما لم تحرز قوات الجيش أي تقدم في هذه المناطق.
في مدينة غزة، كشفت الساعات الأولى من هذا اليوم، "جرائم ارتكبها الجيش بحق المدنيين داخل منازلهم"، وفق شهود عيان.
ناشطون، وحقوقيون بينهم رئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده، قال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد منتصف الليل: "خلال الساعة الماضية، جرت محاصرة منزل آل عنان وسط مدينة غزة، وإعدام الشباب والرجال، فيما وُضعت النساء والأطفال في غرفة واحدة وأطلقت عليهم قنبلة، وما زالوا ينزفون حتى اللحظة".
عمليات الفصائل
كما نفذ مقاتلو الفصائل، في مدينة غزة، عمليات أوقعت وفق بيانات الفصائل، قتلى في صفوف الجيش.
فقد قالت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، إنها اشتبكت مع قوة إسرائيلية خاصةٍ وسط مدينة غزة، موقعةً 4 قتلى من الجنود الإسرائيليين.
كما أضافت "القسام" في بيان: "اشتبكنا مع قوة صهيونية في منطقة السرايا بمدينة غزة، وأكد مقاتلونا مقتل 4 جنود (إسرائيليين) وإصابة آخرين".
في بيان آخر، أعلنت "القسام" أنها استهدفت قوة إسرائيلية مكونة من "12 جندياً تحصنت داخل مبنى في حي الدرج شرق مدينة غزة".
وأوضحت في بيان لاحق، أنها "استهدفت 8 آليات بمنطقتي الصبرة وتل الهوا بمدينة غزة"، مبينةً أنها "استهدفت آلية صهيونية بداخلها 7 جنود بقذيفة الياسين 105، في حي الشيخ رضوان، حيث تم تدميرها بالكامل".
أما سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، فقالت في بيان، إنها "فجرت عبوة في قوة صهيونية راجلة وجرافة عسكرية شرق حي الشجاعية، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح".
كما شهدت المناطق الشمالية من القطاع، هي الأخرى معارك ضارية بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش، وفق مصادر محلية وشهود عيان.
وقالت "القسام" إنها استهدفت "دبابة ميركافا بقذيفة الياسين 105 في منطقة تل الزعتر شمالي القطاع".
وتابعت، في بيان ثان، إنها استهدفت "3 دبابات ميركافا بقذائف الياسين 105 شرق جباليا (شمال)".
وفي المنطقة الوسطى، قالت "القسام" إنها "قصفت تجمعات لقوات الاحتلال في منطقة المغراقة بقذائف الهاون"، فيما ذكرت سرايا القدس، أنها "استهدفت آليتين عسكريتين بقذائف التاندوم في المغراقة".
تهديد نتنياهو
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن حكومته ستواصل الحرب على قطاع غزة "حتى النهاية"، وجاءت تصريحات نتنياهو على وقع تقارير إسرائيلية تتحدث عن إمكانية التوصل إلى هدن إنسانية جديدة بغزة في إطار عمليات تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية.
قال نتنياهو في بيان: "نواصل الحرب حتى النهاية، الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس، وحتى تحقيق النصر"، وفق تعبيره.
كما أضاف: "من يعتقد أننا سنتوقف واهم ولا علاقة له بالواقع، لن نوقف القتال، إلا بعد أن نحقق جميع الأهداف التي حددناها: القضاء على حماس، والإفراج عن مختطفينا، وإزالة التهديد الذي تشكله غزة".
في إشارة إلى قادة حركة حماس، اعتبر نتنياهو أن "لديهم خيارين فقط: الاستسلام أو الموت".
وكانت تقارير إسرائيلية أشارت إلى اتصالات لاستكشاف فرص التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية جديدة يتخللها تبادل لإطلاق أسرى إسرائيليين بغزة في مقابل فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.