يتزايد الضغط الداخلي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت يعجز فيه عن تحقيق أي من أهدافه في العدوان على غزة، فقد ذكرت تقارير صحفية إسرائيلة أن جنوداً إسرائيليين جرحى، رفضوا الثلاثاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، حضور لقاء معه خلال زيارته مستشفى في وسط إسرائيل، بينما دعت نائبة في الكنيست إلى ضرورة إقالته، وذهبت قناة إسرائيلية إلى أن نتنياهو يسعى إلى تأجيل محاكمته بتهم الفساد بداعي الحرب على غزة.
القناة 13 الإسرائيلية، قالت إن نتنياهو وصل اليوم في زيارة إلى قسم إعادة التأهيل في مستشفى شيبا تل هشومير، للقاء جنود أصيبوا في المعركة البرية بقطاع غزة، لكن بعض المرضى رفضوا مقابلته.
رفضوا لقاءه
تابعت القناة أن "ممثلي الجيش ومسؤولين في مكتب رئيس الوزراء جمعوا الجرحى الذين وافقوا على لقاء رئيس الوزراء في جزء منفصل ومعزول من القسم"، بينما رفض عدد منهم لقاءه.
فيما قال مكتب نتنياهو، في بيان، إن "رئيس الوزراء زار الثلاثاء، مركز تأهيل ضحايا الحرب في مستشفى شيبا الطبي، حيث التقى مدنيين أصيبوا يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وجنوداً أصيبوا خلال القتال في غزة".
ومنذ بدء العمليات البرية، أُصيب 719 ضابطاً وجندياً فيما قُتل 131، بحسب الجيش الإسرائيلي.
الحرب لتأجيل محاكمته
في سياق متصل، قالت القناة الإسرائيلية نفسها إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى إلى تأجيل محاكمته بتهم الفساد؛ بداعي الانشغال بالحرب في قطاع غزة، إذ يواجه نتنياهو اتهامات بتلقي رشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، ولكنه ينفي صحة هذه التهم التي تنظر فيها المحكمة المركزية في القدس الشرقية.
وأوردت القناة أن "رئيس الوزراء نتنياهو وعد منذ سنوات بأنه سيكون قادراً على إدارة البلاد في نفس وقت محاكمته الجنائية، ولكن الليلة يتضح أنه يطلب من النيابة حجب بعض الأدلة الرئيسية في محاكمته".
كما أوضحت أن "عميت حداد محامي نتنياهو أرسل الإثنين رسالة إلى النيابة العامة يطلب فيها رفض شهادة بعض الشهود؛ لأن رئيس الوزراء، على حد قوله، لن يتمكن من الاستعداد لاستجوابهم قبل الانتهاء من الحرب".
القناة تابعت أنهم "شهود مهمون، وبينهم وزير العدل ياريف ليفين، وعضو الكنيست زئيف إلكين، والمستشارة القانونية لمكتب رئيس الوزراء شلوميت بارنياع".
من بين الشهود أيضاً الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجي (الموساد) تامير باردو، والرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك) يوفال ديسكين، والوزيرة السابقة تسيبي ليفني، وناشرة صحيفة "إسرائيل هيوم" ميريام أديلسون، وديفيد شيمرون ابن عم نتنياهو، بحسب القناة.
وأضافت أن المسؤولين في مكتب المدعي العام يخشون من أن يتسبب هذا الوضع في "تأخير المحاكمة لعدة أشهر"، وأفادت بأن "شهود الادعاء على وشك الانتهاء من شهادتهم، والشاهد التالي بعدهم، والذي سيكون أول من يشهد نيابة عن الدفاع، هو نتنياهو نفسه".
في المقابل، قال محامي نتنياهو، في بيان، إن المحامين طلبوا فقط تغيير ترتيب الشهود، مشدداً على أن المحاكمة ستستمر كما هو مخطط لها، وفقاً للقناة.
يشار إلى أن أولى جلسات محاكمة نتنياهو انعقدت في 24 مايو/أيار 2020، ولا يلزمه القانون بالاستقالة من منصبه إلا في حال أدانته المحكمة العليا، وهي عملية قد تستمر عدة شهور.
"باسم الله ارحل"
في غضون ذلك، دعت النائبة بالكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عن حزب "هناك مستقبل" ميراف كوهين، الثلاثاء، إلى ضرورة إقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووصفته بأنه "حجر" في عنق الدولة.
جاء ذلك في مقطع فيديو بثته ميراف كوهين وزيرة المساواة الاجتماعية السابقة، والنائبة الحالية بالكنيست (البرلمان) عن حزب "هناك مستقبل" بزعامة رئيس المعارضة "يائير لابيد"، على حسابها عبر منصة "إكس".
قالت كوهين: "يؤلمني أن أقول هذه الكلمات في منتصف الحرب، لكن يبدو أنه لا يوجد خيار آخر".
كما أضافت: "عندما يفشل رئيس الوزراء (نتنياهو) ويستمر في الفشل والإفشال، وعندما يثبت أنه غير مؤهل للمنصب، وأنه الشخص الخطأ في المكان الخطأ، وفي الوقت الخطأ، يجب استبداله على الفور".
ثم تابعت: "علّمنا ذلك البريطانيون، الذين استبدلوا رئيس وزرائهم نيفيل تشامبرلين في 10 مايو/أيار 1940، بعد حوالي 9 أشهر من اندلاع الحرب العالمية الثانية".
النائبة الإسرائيلية أشارت إلى أن "هناك من سيقول: هذا ليس الوقت المناسب"، لكن لو لم يحل تشرشل محل تشامبرلين أثناء الحرب، وأنشأ حكومة وحدة في بريطانيا، فكيف كان سيبدو العالم اليوم؟ نتنياهو فاشل".
واعتبرت أن نتنياهو فشل في التعامل مع ملف الإسرائيليين الذين أخلوا منازلهم في الجنوب والشمال بعد الحرب، مضيفة أن "موازنة 2023 التي نهبت فيها الخزينة العامة لصالح بقاء الائتلاف الحاكم، هي موازنة فاشلة ضد الأمن".
وأوضحت أن "نتنياهو، كرئيس للوزراء، أصبح حجر رحى في عنق الدولة والمجتمع الإسرائيلي".
ثم تابعت: "أصدقائي في الليكود (يرأسه نتنياهو)، الوزراء وأعضاء الكنيست: يرونه يتهرب من المسؤولية، ويشغل آلة السم ضد الجيش الإسرائيلي والشاباك (جهاز الأمن العام) وأهالي المختطفين".
عن العلاقات مع واشنطن، قالت كوهين إن نتنياهو "يدفع باتجاه المواجهة مع حليفتنا الكبيرة الولايات المتحدة"، قبل أن تختتم كلمتها بالقول: "هل يوجد بينكم من يقول لنتنياهو: باسم الله ارحل؟!".