قالت وكالة "Bloomberg"، الثلاثاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن صناعة الشحن العالمية تستعد لاحتمالية العيش من دون أهم طرق التجارة على مدى أسابيع، في ظل الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي في البحر الأحمر، بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أنه في الوقت الذي تحشد فيه الولايات المتحدة فرقة عمل لمنع مهاجمة الحوثيين في اليمن للسفن التجارية، فإن شركات الشحن لا تزال في انتظار التفاصيل، وينتابها القلق بشأن آلية التنفيذ.
وقال الحوثيون، الثلاثاء 19 ديسمبر/كانون الأول، إنهم سيواصلون شن هجمات بالصواريخ والمسيرات دعماً للشعب الفلسطيني، رغم الإعلان عن أن تحالفاً -تقوده الولايات المتحدة ويضم 10 دول- سيرسل عدة سفن حربية إلى المنطقة.
شركات الشحن ترسل سفنها حول أفريقيا.. زيادة بالتكاليف
وتشعر بعض الأطراف في المنطقة بالقلق من أن أية استجابة شديدة للغاية لن تؤدي إلا إلى تصعيد العنف، ومن أجل ذلك، ترسل شركات الشحن سفنها حول أفريقيا، ما يضيف مليون دولار إلى التكاليف، ويضيف ما بين 7 و10 أيام إلى مدة الشحن الخاصة بكل رحلة، وترتفع أسعار النفط.
وتسببت الهجمات في حالة طوارئ في مجال الشحن أسوأ -وأكثر دواماً- من إغلاق قناة السويس في 2021، عندما علّقت سفينة لأسبوعٍ؛ ما أدى إلى تعقيد التجارة العالمية لمدة أشهر، بحسب الوكالة الأمريكية.
ونظراً إلى أن الحاويات التي تنقل كل شيء، بدءاً من النفط ومروراً بالحبوب ووصولاً إلى السيارات، تُجبَر على الإبحار حول قارة أفريقيا، فإن التكاليف الإضافية والتأجيلات تشكل مخاطر على الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي يبدو التضخم خلاله في حالة تباطؤ.
شركات الشحن تنتظر "تحالف حارس الازدهار"
وفي حديثه مع شبكة "Bloomberg TV" التلفزيونية، قال رولف هابن يانسن، الرئيس التنفيذي لشركة هاباج لويد الألمانية للشحن، التي توقفت عن الإبحار في البحر الأحمر: "ربما يتراوح، حسب المأمول، بين أيام وأسابيع، ولكن بكل تأكيد ثمة سيناريوهات أيضاً نحتاج إلى أن نفكر فيها عندما يستغرق الأمر مدة أطول".
ولكن حتى الإصلاحات الممكنة تشكل مشكلات بالنسبة للقباطنة والشركات، صحيحٌ أن القوافل البحرية التي ترعى السفن خلال مسيرها عبر المياه الممتدة على نحو خطير ربما تقدم بعض الحماية، لكنها ليست حماية مباشرة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "Euronav NV"، ألكسندر سافريس: "سوف تبطئ التجارة لأننا سنضطر لانتظار قافلة كي نعبر".
وقد أوقفت الشركة المتخصصة في ناقلات النفط جميع الشحنات عبر البحر الأحمر، ولن تعود إلى العمل هناك حتى يبدأ عمل هذه الحراسة العسكرية، ولم تقدم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حتى الآن أية تفاصيل حول الطريقة التي سوف يحمي بها "تحالفُ حارس الازدهار" السفنَ العابرة.
ويعتقد فينسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك للشحن، أن فرقة العمل بحاجة إلى أسابيع قليلة، قبل أن تبدأ في تنفيذ عملياتها.
"وعمليات العبور الجماعية التي تسير على طريق محدد، استُخدمت في الماضي عندما برزت مشكلة القراصنة الصوماليين"، حسب ما قال جاكوب باسكي لارسن، رئيس السلامة والأمن البحري في مجموعة بيمكو للشحن، الذي أشار إلى أنه من الممكن أيضاً تجربة منطقة واسعة وتأمينها ونشر وحدات عسكرية وفقاً للموقف.
وأضاف لارسن أن وجود قافلة محكمة -حيث ترافق السفن العسكرية الحاويات التجارية- هو على الأرجح أقل احتماليةً، لأنه "كثيف الاستخدام للموارد للغاية"، وتابع قائلاً: "لا أعتقد فحسب أنه سوف يكون هناك ما يكفي من السفن".
ويتضمن "تحالف حارس الازدهار"، الذي تقوده الولايات المتحدة، عدداً قليلاً جداً من دول الاتحاد الأوروبي، وقالت إسبانيا إن مشاركتها خاضعة لقرارات الاتحاد الأوروبي وقرارات منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك حسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية EFE نقلاً عن وزارة الدفاع الإسبانية.
كذلك طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من أستراليا الانضمام، لكن الطلب لاقى رفضاً جوهرياً من جانب الحكومة في كانبرا.
وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة "Vessel Protect"، المتخصصة في تقييم مخاطر الحرب في البحر وتأمينها، إن هذه التفاصيل قد تطيل الوقت المطلوب للسيطرة على الموقف الأمني.
وأوضح أندرسون: "مشغلو السفن التجارية لن يعودوا إلى المنطقة إلا عندما يطمئنون لنجاعة الأحكام الأمنية التي تُنفذ، ومع الإعلان الأخير، يصعب تصور الكيفية التي سيتحقق بها ذلك".