حذَّرت جنوب أفريقيا مواطنيها من مزدوجي الجنسية الذين يعملون في جيش الاحتلال الإسرائيلي من أنهم قد يواجهون الملاحقة القضائية داخل البلاد، فيما دعا الرئيس الجنوب أفريقي المحكمةَ الجنائية الدولية إلى "إجراء تحقيق فوري في جرائم الحرب" التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
حيث قالت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا، الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، إنها "قلقة للغاية" من التقارير التي تفيد بأن بعض الجنود الإسرائيليين الذين هم أيضاً من مواطني جنوب أفريقيا قد انضموا إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي للقتال في غزة، أو يفكرون في القيام بذلك.
تابعت الوزارة: "من المحتمل أن يُسهم مثل هذا الإجراء في انتهاك القانون الدولي وارتكاب المزيد من الجرائم الدولية، ما يجعلهم عرضةً للمقاضاة في جنوب أفريقيا". وأوضحت الخارجية أن مواطني جنوب أفريقيا بحاجة إلى موافقة حكومية مسبقة للقتال بشكل قانوني في إسرائيل.
كما أضافت أن المواطنين المتجنسين معرضون لخطر إضافي من تجريدهم من جنسيتهم الجنوب أفريقية للانخراط في حرب "لا تدعمها البلاد أو تتفق معها". ولم يحدد عدد مواطني جنوب أفريقيا الذين يعتقد أنهم جندوا في إسرائيل، لكن الحكومة قالت في وقت سابق إن وكالة أمن الدولة تتعقبهم.
من جهته، دعا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، المحكمة الجنائية الدولية إلى "إجراء تحقيق فوري في جرائم الحرب" التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، حسب ما نقلته وكالة الأناضول الإثنين.
حيث أوضح رامافوزا في تصريح للصحفيين، أنهم قدموا الوثائق اللازمة إلى المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بـ"جرائم الحرب" الإسرائيلية، وأنهم ينتظرون من المحكمة أن تتخذ إجراءات بشأن التحقيق.
كما أشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية لديها صلاحية توجيه الاتهام إلى المسؤولين عن "جرائم الحرب" المرتكبة في فلسطين. وأردف قائلاً: "نريد أن تتصرف المحكمة الجنائية الدولية وفقاً لقوانينها وقواعدها وأنظمتها".
فيما وصف هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة بأنها "انتهاك للقانون الإنساني الدولي". ويذكر أن جنوب أفريقيا تقدمت بطلب إلى المحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي، للتحقيق في "جرائم الحرب" التي ارتكبتها إسرائيل.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الإثنين 19 ألفاً و453 قتيلاً فلسطينياً، بالإضافة إلى 52 ألفاً و286 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.