أثار إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد 17 ديسمبر/كانون الأول 2023، الكشف عن نفق وصفه بـ"الاستراتيجي" بطول 4 كيلومترات شمالي قطاع غزة، ويديره عضو المجلس العسكري في كتائب القسام محمد السنوار، وذلك بعد أسابيع من العدوان البري، سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إنه قام "بعمليات استكشافية في النفق، وكشف أكثر من 4 كيلومترات من مساره، والذي يصل أقصى عمق له إلى حوالي 50 متراً".
وأضاف أن أقرب فتحة للنفق تقع على بعد حوالي 400 متر من معبر إيرز (بيت حانون)، الذي كان يستخدم لمرور العمال والبضائع والمرضى.
وأشار جيش الاحتلال إلى أن مسار النفق له عدة فروع وخطوط جانبية تشكل بحد ذاتها شبكة واسعة ومتشعبة من الأنفاق.
ووفقاً للبيان: "يحتوي المسار على البنى التحتية للصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والهواتف، بالإضافة إلى الأبواب الصلبة التي تم تصميمها لمنع دخول قوات الجيش الإسرائيلي".
ولفت إلى أن النفق يسمح بحركة المركبات داخله، زاعماً العثور على العديد من الوسائل القتالية التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
واستعرض جيش الاحتلال، فيديو يظهر فيه عضو هيئة أركان كتائب القسام محمد السنوار، وهو شقيق قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، في مركبة داخل النفق.
وتداولت وسائل إعلام إسرائيلية، صوراً لوزير الجيش يوآف غالانت، وهو يتفقد النفق، برفقة قادة في جيش الاحتلال، ما أثار سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أن فتحة النفق قريبة من السياج الفاصل شمال قطاع غزة.
وعلّق الكاتب الفلسطيني ياسر زعاترة، في تغريدة على منصة "إكس"، ساخراً: "محمد السنوار بسيارة في نفق! زفة في "الكيان" باكتشافه! أيّ انتصار تافه؟!".
وأضاف زعاترة: "بعد 6 أسابيع من الاجتياح البرّي وصلوا لأحد الأنفاق، ويحتفلون بخفّة عجيبة! لم يذكروا فشلهم في رصده بأجهزة لم تترك سماء القطاع في أيّ يوم، ولم يذكروا إبداع الأبطال بحفره وتجهيزه، لا شيء أبداً سيرمّم هزيمتهم".
أما الكاتب والإعلامي الأردني ياسر أبو هلالة، فكتب أن "احتفال جيش العدو باكتشاف أكبر نفق حتى الآن، يستدعي احتفال المقاومة ومن يناصرها، فما خفي أعظم، وثمة ما هو أكبر وأعمق".
وأضاف أن "التغني بعمقه وامتداده قريباً من حاجز إيريز يزيد ثقتنا بقدرات المقاومة التي لم توفر دقيقة دون إعداد حفر لشبكة الأنفاق، وتصنيع الصواريخ والمضادات، وفوق ذلك إعداد الجند".
واعتبر الناشط الفلسطيني هاني الدالي، إعلان اكتشاف النفق، بأنه "فشل أمني كبير لجيش الاحتلال ونجاح أسطوري للمقاومة"، مشيراً إلى أن النفق جرى استخدامه سابقاً في مهام وعمليات ضد الاحتلال، وعلى رأسها عملية "طوفان الأقصى".
الناشط الفلسطيني، سعيد زياد، أكد أن اكتشاف النفق "لا يؤثر بشيء على مجريات المعركة ومسار العمليات، كما لن يضيف اكتشافه شيئاً لرصيد الجيش المهزوم، إلا نزراً يسيراً من البروباغندا البائسة يسعى بها إلى ترميم صورته المسحوقة".
صدمة في جيش الاحتلال
وقال الأدميرال دانييل هاغاري، كبير المتحدثين العسكريين، للصحفيين خلال جولة في مدخل النفق يوم الجمعة الماضية: "في هذه المرحلة، هذا هو أكبر نفق في غزة".
وذكرت وكالة "أسوشيتيد برس"، أن اكتشاف النفق يأتي في الوقت الذي تعرض له المسؤولون العسكرية وأجهزة الاستخبارات في دولة الاحتلال لانتقادات شديدة لفشلهم في اكتشاف عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال المتحدث باسم الجيش، نير دينار، بحسب الوكالة: "إن أجهزة الأمن الإسرائيلية لم تكن تعلم بالنفق قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، لأن الدفاعات تكتشف فقط الأنفاق المخصصة لدخول إسرائيل".
وأضاف دينار: "كنا نعرف أن لحماس شبكة أنفاق، لكن لم نعتقد أنها قادرة على شن هجوم واسع النطاق".
وتابع: "لا نستغرب أن تكون هذه استراتيجية حماس، لكن المفاجئ نجاحها، وحجم النفق كان صادماً حقاً".
وقال دينار: "ليس من المستغرب أن تكون هذه هي استراتيجية حماس طوال الوقت، لكن المفاجأة هي أنهم نجحوا، وحجم هذا النفق كان صادماً حقاً".
وتعتبر شبكة الأنفاق في قطاع غزة، إحدى الوسائل المعقدة التي تعيق تقدم قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة، حيث لوحت تل أبيب بإغراقه بمياه البحر.