اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الأحد 17 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لا يمكنه الاستمرار في منصبه"، داعياً إلى إجراء انتخابات خلال الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين.
هذه أول دعوة من مسؤول إسرائيلي كبير لإجراء انتخابات خلال الحرب، إذ اقتصرت الدعوات السابقة على الدعوة إلى إجراء انتخابات بعد الحرب، وتأتي في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطات داخلية من ذوي المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وخارجية تدعو إلى الإسراع بإنهاء العملية العسكرية داخل القطاع.
يائير لابيد قال في مقابلة مع موقع "واي نت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "نتنياهو لا يمكنه أن يستمر في منصب رئيس الوزراء"، وإنه "يمكن إجراء الانتخابات خلال الحرب"، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.
فيما يُصر نتنياهو على استمرار الحرب؛ على أمل إنهاء حكم "حماس" لقطاع غزة المتواصل منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال الإسرائيلي وتدافع عن الفلسطينيين.
بينما تتصاعد توقعات داخل إسرائيل بأن تحقيقات مرتقبة بعد الحرب بشأن الإخفاق العسكري والاستخباراتي أمام حركة "حماس" ستكتب نهاية حياة نتنياهو السياسية. ومنذ نحو عام يترأس نتنياهو حكومة ائتلافية توصف في الإعلام العبري بأنها "أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل".
موقف لابيد من الهدنة
بشأن رأيه عن الأنباء الخاصة باتفاق هدنة جديد محتمل يشمل صفقة تبادل أسرى، أجاب لابيد رئيس الحكومة السابق بأنه "يجب تقديم مقترح جديد على الطاولة؛ فبمجرد وجود الورقة على الطاولة، سيؤدي ذلك إلى تحرك، حتى لو لم يتم قبولها".
أضاف: "أوضحت لرئيس الوزراء أن المعارضة ستقدم الدعم، حتى مقابل أثمان مؤلمة في صفقة (بشأن) مختطفين". وحتى الساعة لم يعقب نتنياهو على تصريحات لابيد، لكنه حاول مراراً تحميل الجيش وأجهزة الاستخبارات مسؤولية الإخفاقات؛ مما أثار انتقادات حادة له حتى داخل حكومته.
كما تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطاً متزايدة للتوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى مع "حماس"، في ظل سلسلة تظاهرات انطلقت منذ مساء 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري في تل أبيب ومدن أخرى.
انطلقت التظاهرات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي قتله 3 أسرى إسرائيليين "بالخطأ" في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، منتصف الشهر الجاري، بينما كانوا يرفعون الراية البيضاء ويطلبون النجدة بالعبرية. وبحسب إعلام عبري، لا يزال في غزة نحو 132 أسيراً.
رداً على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هجوم "طوفان الأقصى" على مستوطنات وقواعد عسكرية للاحتلال الإسرائيلي بمحيط قطاع غزة.
حيث قتلت "حماس" نحو 1200 إسرائيلي وأصابت نحو 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى منتصف الشهر الجاري، 18 ألفاً و800 شهيد، و51 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.