اعتصم مئات المتظاهرين وعائلات محتجزين إسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية بغزة، مساء السبت 16 ديسمبر/كانون الأول 2023، أمام مدخل وزارة الدفاع بمنطقة الكرياه في تل أبيب، مطالبين بـ"خطة فورية للإفراج عن المحتجزين".
ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قام المتظاهرون وعائلات المحتجزين في غزة بنصب خيام أمام مدخل وزارة الدفاع بتل أبيب، وعلقوا أسماء وصور المختطفين على جدار مجاور.
"عقد صفقة عاجلة"
يأتي هذا الاعتصام بعد ساعات من مؤتمر صحفي عقده تجمع عائلات المحتجزين لدى فصائل المقاومة بغزة، تحدث فيه أسرى إسرائيليون محررون كانوا محتجزين في غزة، للمطالبة بـ"عقد صفقة عاجلة" وإعادة ذويهم على قيد الحياة، بحسب القناة "12" العبرية الخاصة.
واتهم "تجمع عائلات المحتجزين بغزة" الحكومة الإسرائيلية بـ"عدم الاهتمام بمصير أبنائهم في ظل العملية العسكرية".
"سنلاحق نتنياهو"
وفي المؤتمر الصحفي هدَّد داني إلجيرت، شقيق "إيتسيك"، الذي لا يزال محتجزاً في غزة، بأن عائلات الأسرى "ستقوم بملاحقة الحكومة الإسرائيلية (قضائياً) في حال لم تستجب لمطالبنا".
كما أضاف: "إذا لم يطرأ أي تغيير سيتم نقل اعتصامنا أمام وزارة الدفاع بمنطقة كرياه في تل أبيب، سنقف وننتظرهم، سيحاولون التهرب حتى لا ينظروا إلى أعيننا، لكننا سننتظرهم حتى نحصل على صفقة تُبادر بها إسرائيل".
مقتل محتجزين
ويزداد حراك أهالي الأسرى بعد مقتل 3 من المحتجزين على يد قوات إسرائيلية بمنطقة الشجاعية في غزة، الجمعة، علاوة على إعلان الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل إحدى المحتجزات الإسرائيليات في القطاع الفلسطيني.
وكشف جيش الاحتلال في وقت سابق السبت، تفاصيل مقتل 3 محتجزين بنيران صديقة في غزة، إذ قال إن التحقيق الأوَّلي أظهر أن المحتجزين الإسرائيليين لوّحوا بأعلام بيضاء، وقالوا بالعبرية: "أنقذونا".
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن الرهائن خرجوا من مبنى يبعد عشرات الأمتار عن المبنى الذي وُجدت فيه قوات الاحتلال وهم يلوحون بأعلام بيضاء، إلا أن الجنود أطلقوا النار بسبب شعورهم بـ"التهديد".
وأضافت أن جنود الاحتلال أصابوا اثنين منهم، بينما ركض ثالث إلى داخل المبنى في هذه المرحلة، استنتج قائد فرقة الاحتلال أنها كانت محاولة هجوم، وبدأوا بالصراخ عليه، مطالبين بتسليم نفسه، ثم سُمع نداء ضعيف باللغة العبرية، كما تقول الصحيفة، وأصدر قائد الفرقة أمراً بالتوقف عن إطلاق النار، لكن جنود الاحتلال لم يمتثلوا للتعليمات وقتلوا الأسير الثالث.
وكانت "كتائب القسام"، و"سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أعلنتا سابقاً مقتل عدد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديهما جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووفق إحصاءات إسرائيلية قتلت "حماس" خلال هجومها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على مستوطنات ونقاط عسكرية في غلاف غزة نحو 1200 إسرائيلي، وأصابت حوالي 5431، وأسرت نحو 239، بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت حتى الجمعة 18 ألفاً و800 قتيل و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.