هددت عائلات أسرى إسرائيليين محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول 2023، ببدء إضراب عن الطعام، مع تصاعد الاحتجاجات ضد حكومة بنيامين نتنياهو، بعد إعلان الاحتلال عن مقتل ثلاثة من المحتجزين لدى حركة حماس.
وفي أول تعليق، قال نتنياهو إن "مقتل المحتجزين الثلاثة مأساة فوق الاحتمال، وإسرائيل بأكملها في حدادٍ هذا المساء".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، أن قواته قتلت "خطأ" ثلاثة من المحتجزين لدى حركة حماس، في أثناء المعارك بمنطقة الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقال الجيش إن قوة تابعة له "أطلقت النار بالخطأ على رهائن إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديداً، ما أدى إلى مقتلهم".
وبدأت عائلات المحتجزين الإسرائيليين التظاهر هذه الليلة أمام مبنى هيئة الأركان في تل أبيب؛ للمطالبة بعقد صفقة مع حركة "حماس" لإعادة الأسرى، على خلفية إعلان الجيش قتله "خطأ" 3 محتجزين في غزة.
وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن المتظاهرين رددوا شعار "نريد صفقةً الآن"، مطالبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بالتوصل إلى اتفاق بعد كارثة قتل الأسرى الثلاثة بالخطأ، وهم: يوتام حاييم، وألون شامريز، وسامر طلالقة، كانوا ضمن المحتجزين في غزة بعد عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال أحد المتظاهرين من أهالي المحتجزين في غزة: "أخي مختطف منذ 70 يوماً، وأنا خائف حتى الموت"، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
فيما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن 100 عائلة من عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، اتهموا نتنياهو بالعمل على شق صفهم؛ "حتى لا يستجيب لمطالبهم".
وقال مدير الإعلام بمقر (تنسيقية) أهالي الأسرى المحتجزين في غزة رونان تسور، إن العائلات "اجتمعت وقررت التصدي لمحاولة نتنياهو شق صفهم"، وشدد تسور، على أن العملية العسكرية "تتناقض مع جهود إعادة ذويهم"، وفق الصحيفة.
وأضاف أن "العائلات هددت بالإضراب عن الطعام لأجل غير مسمى، وأمهلوا نتنياهو حتى مساء غد (السبت) من أجل عقد اجتماع مع حكومة الحرب، والعمل على إعادة أبنائهم".
فيما أرسل أحد ذوي المحتجزين الإسرائيليين في غزة، الجمعة، رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يطالبه فيها بوقف العملية العسكرية في القطاع.
وجاءت رسالة تشن أفيغدوري، الذي تم تحرير زوجته وابنته من الأسر في غزة خلال الهدنة الإنسانية المؤقتة، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل 3 محتجزين "خطأ" خلال الاشتباكات في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفق صحيفة "معاريف" العبرية.
وقال أفيغدوري وفق الرسالة التي نشرتها الصحيفة: "ليست هناك إمكانية لإنقاذ المختطفين بالوسائل العسكرية، والواقع يثبت ذلك، فلا طريق عسكرياً، ولا وقت".
وأضاف: "الخلاصة واحدة لكل من له قلب وعقل: على إسرائيل أن تبادر إلى صفقة لإعادتهم (المحتجزين) أحياء وليس في توابيت، والآن".
وفي السياق، نقلت الصحيفة عن دانييل ليفشيتز الذي أُطلق سراح جدته من الأسر خلال الأسابيع الأولى من الحرب، قوله لنتنياهو: "لقد تجاوزتَ كل حدود التوقف والتعامل وإطلاق سراح الرهائن، كفى لسقوط جنود والتخلي عن أسرى وتدمير قيمة الحياة الإنسانية في إسرائيل".
وفي وقت سابقٍ الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته قتلت "خطأ" 3 من المحتجزين لدى حركة حماس، في أثناء المعارك بمنطقة الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقال الجيش في بيان وصلت إلى الأناضول نسخة منه، إن قوة تابعة له "أطلقت النار بالخطأ على رهائن إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديداً، ما أدى إلى مقتلهم".
وأضاف: "أثناء مسح ومعاينة منطقة الحادث ثارت شبهة حول هوية قتيلين، ولكن حين تم نقل الجثث للفحص في إسرائيل تبين أنهم ثلاثة من المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس في غزة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي "بدء عملية التحقيق في الحادث على الفور"، وعلل ما حدث بأنه "جاء في منطقة قتال شهدت العديد من الحوادث في الأيام الأخيرة".
وبحسب تقديرات القناة "12" الإسرائيلية، فإن الثلاثة استطاعوا الفرار من خاطفيهم أو تم التخلي عنهم خلال الأيام الأخيرة من أسرهم، الذي كان على ما يبدو في مكان قريب من مكان الحادث.
وكانت كتائب القسام وسرايا القدس أعلنتا سابقاً مقتل عدد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديهما جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووفق إحصاءات إسرائيلية قتلت "حماس" خلال هجومها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على مستوطنات ونقاط عسكرية في غلاف غزة نحو 1200 إسرائيلي وأصابت نحو 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة 18 ألفاً و800 قتيل و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.