حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، من تفاقم مستويات جوع "مثيرة للقلق" لم يشهدها قطاع غزة من قبل، مؤكداً أنه "شهد على ذلك بشكل مباشر خلال زيارته الأخيرة إلى غزة".
جاء ذلك في كلمة نشرت "الأونروا"، فحواها على حسابها عبر منصة "إكس"، حيث قال لازاريني، "أينما تذهب في غزة، ترَ أن السكان يعانون من اليأس والجوع والذعر".
لازاريني أضاف "نحذر من تفاقم الأزمة؛ حيث يعاني السكان وسط ظروف معيشية مزرية، ومستويات جوع مثيرة للقلق لم تشهدها غزة من قبل".
وتابع قائلاً "شهدنا شيئاً جديداً تماماً، وهو أن السكان يوقفون شاحنات المساعدات ويأخذون الأكل منها، ويتناولونه فوراً، وهذا يدل على يأسهم وجوعهم"، مؤكداً أنه "شهد على ذلك بشكل مباشر خلال زيارته الأخيرة إلى غزة".
سلاح "الجوع"
وقبل يومين، لفت نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، إلى استخدام إسرائيل لسلاح "الجوع" ضد غزة، وأنه تم تلقي معلومات حول حصول مثل هذه الانتهاكات للقانون الدولي بصورة متكررة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الأمم المتحدة تدرس الأدلة على استخدام الجوع كسلاح حرب في الصراع الفلسطيني والإسرائيلي، مبيناً أنه "لم تتوصل بعد إلى نتيجة نهائية".
وقال سكاو: "فيما يتعلق بـ(قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2417، المتضمن حظر استخدام الجوع كسلاح حرب)، يجري حالياً تقييم (الوضع) وفقاً للآلية الموحدة.. وأتوقع أن يتم التوصل إلى نتيجة في وقت قريب".
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي: "لقد تحدث إلى الأمين العام (للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش) مراراً وتكراراً عن حصول مثل هذه الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي"، موضحاً أنّ "المشكلة الكبيرة تتجسد في الهجمات على البنية التحتية المدنية والمخابز".
نصف سكان غزة يعانون من الجوع
وقبل أسبوع، قالت الأمم المتحدة، إن نصف سكان غزة يعانون من الجوع والعملية الإنسانية تنهار.
كما قالت المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن قطاع غزة هو أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال، مؤكدة أن وقف إطلاق النار هو السبيل لإنهاء قتل وجرح الأطفال.
وحتى الجمعة، خلّفت الحرب الإسرائيلية على القطاع 18 ألفاً و800 شهيد و51 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
ومع بداية الحرب قطعت إسرائيل عن فلسطينيي القطاع كل إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصفت المخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه ودمرت البنية التحتية.