دعت بريطانيا وأكثر من 12 دولة شريكة، من بينها أستراليا وكندا وفرنسا، الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول 2023، إسرائيل إلى اتخاذ خطوات فورية وملموسة للتصدي لعنف المستوطنين المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة، حيث "وصل عنف المستوطنين إلى مستويات غير مسبوقة".
وفي بيان مشترك، نشرته الحكومة البريطانية، الجمعة، قالت إن "ازدياد وتيرة عنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين غير مقبول"، مضيفة أنه "يجب الآن اتخاذ خطوات استباقية لضمان الحماية الفعالة والفورية للتجمعات الفلسطينية".
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الخميس، إن أولئك المسؤولين عن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين سيتم منعهم من دخول بريطانيا، في أعقاب خطوة مماثلة من قِبل الاتحاد الأوروبي.
وجاء في البيان المشترك، الصادر عن أستراليا وبلجيكا وكندا والدنمارك والاتحاد الأوروبي وفنلندا وفرنسا وأيرلندا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد وسويسرا وبريطانيا، أن "تقاعس إسرائيل عن حماية الفلسطينيين ومحاكمة المستوطنين المتطرفين خلق أجواءً من الإفلات شبه الكامل من العقاب؛ حيث وصل عنف المستوطنين إلى مستويات غير مسبوقة".
كما أوضح البيان أن "هذا يقوّض الأمن في الضفة الغربية والمنطقة، ويهدد آفاق السلام الدائم".
وقال البيان إنه منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول ارتكب المستوطنون أكثر من 343 اعتداء عنيفاً، أسفرت عن مقتل 8 مدنيين فلسطينيين، وإصابة أكثر من 83 آخرين، وإجبار 1026 فلسطينياً على ترك منازلهم.
وفي وقت سابق من الأسبوع، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنه سيقترح فرض عقوبات على المستوطنين اليهود المسؤولين عن أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
"2023" الأكثر دموية في الضفة
إلى ذلك، وصفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عام 2023، بأنه "الأكثر دموية" في الضفة الغربية، منذ بدء الأمم المتحدة في تسجيل وتوثيق عدد ضحايا ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، في عام 2005.
وجاء ذلك في تقرير وثَّق الأوضاع الإنسانية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، حتى مساء الثلاثاء، تزامناً مع مرور أكثر من شهرين على اندلاع الحرب الإسرائيلية ضد القطاع، وتصاعد حدة المداهمات والاعتقالات التي تنفذها القوات الإسرائيلية في الضفة.
وقالت "الأونروا" إن 2023 بمثابة "العام الأكثر دموية بالنسبة لحالات مقتل فلسطينيين في الضفة الغربية، منذ أن بدأت الأمم المتحدة في تسجيل الضحايا في عام 2005".
وأضافت: "وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، قُتل 271 فلسطينياً على يد قوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية، بينهم 69 طفلاً، بالإضافة إلى 8 فلسطينيين قُتلوا على يد المستوطنين الإسرائيليين".
كما أشارت إلى تسجيل مقتل فلسطينيَّين اثنين آخرَين، لكن دون معرفة المسؤول عن مقتلهما، سواء كانا من "جيش الاحتلال الإسرائيلي أو مستوطنَين"، وبذلك تكون الوكالة الأممية رصدت 281 وفاة في الضفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقاً للبيان.
وفي هذا الصدد، أدانت "الأونروا" عمليات التفتيش والاعتقالات التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين بالضفة الغربية، معلنة توقف خدماتها في المخيم حالياً، على خلفية الممارسات الإسرائيلية.
وحتى صباح الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول، وصل عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 283 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، فيما بلغ عدد المعتقلين خلال الفترة ذاتها 4 آلاف فلسطيني.