بدء تشغيل معبر كرم أبو سالم لإدخال المساعدات إلى غزة.. 80 شاحنة من مصر تخضع للتفتيش قبيل إدخالها للقطاع

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/12 الساعة 21:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/12 الساعة 21:04 بتوقيت غرينتش
معبر كرم أبو سالم/ الأناضول

قال مسؤول بالهلال الأحمر المصري إن قافلة مكونة من 80 شاحنة مساعدات لغزة أُرسلت من مصر إلى معبر كرم أبو سالم للفحص يوم الثلاثاء 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، بعد بدء العمل بنظام تفتيش جديد في مسعى لتسريع تسليم مواد الإغاثة.

ومنذ بدء تسليم المساعدات في 20 أكتوبر/تشرين الأول، كان يتعين على الشاحنات التي تدخل غزة من مصر المرور جنوباً من رفح لتخضع للتفتيش عند معبر العوجة/نيتسانا على الحدود المصرية مع إسرائيل، وهي العملية التي تسببت في اختناقات وتأخير.

معبر كرم أبو سالم بغزة/مواقع التواصل الاجتماعي

ويقول مسؤولو الإغاثة إن من شأن استخدام معبر كرم أبو سالم، الواقع على الحدود بين إسرائيل وغزة ومصر على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من رفح، السماح بالتعامل مع المزيد من الشاحنات، بما في ذلك بعض الشاحنات التي ستأتي من الأردن لأول مرة منذ بدء الحرب في غزة.

ومع تفاقم الوضع الإنساني في غزة، تضغط الأمم المتحدة على إسرائيل للسماح للشاحنات بدخول القطاع مباشرة من معبر كرم أبو سالم، قائلة إن هذا سيُحدث فارقاً.

ويقول دبلوماسيون إن إسرائيل، التي تخشى أن تستفيد حماس من دخول هذه الإمدادات، ترفض حتى الآن اتخاذ مثل هذه الخطوة.

وقال خالد زايد رئيس فرع الهلال الأحمر في شمال سيناء بمصر إن الشاحنات المرسلة إلى كرم أبو سالم تضمنت أدوية وإمدادات طبية وأغذية ومياه شرب وحليب أطفال. وأضاف زايد أن 100 شاحنة أخرى أرسلت إلى معبر العوجة/نيتسانا.

معبر كرم أبو سالم بغزة/مواقع التواصل الاجتماعي

ومنذ انهيار الهدنة في الأول من ديسمبر/كانون الأول، انخفض عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة يومياً إلى نحو 100. وبحسب الأمم المتحدة، كانت 500 شاحنة تقريباً تدخل إلى القطاع يومياً قبل الحرب، 60% منها تمر عبر معبر كرم أبو سالم.

وتعطلت عمليات توزيع المساعدات داخل غزة بسبب نقص الشاحنات والوقود وانقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية والعملية العسكرية الإسرائيلية.

كان كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد سبق أن قال لرويترز قبل أيام إنه يجري اختبار عملية جديدة لفحص المساعدات المقدمة لغزة عند معبر كرم أبو سالم، لكن الجهود للحصول على تصريح لدخول الشاحنات عبر المعبر وزيادة عمليات الإغاثة ما زالت مستمرة.

وبموجب النظام الجديد، ستأتي الشاحنات إلى معبر كرم أبو سالم على الحدود بين إسرائيل وغزة ومصر لأول مرة من الأردن، قبل دخول غزة من رفح على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات.

شاحنات المساعدات تدخل لقطاع غزة – رويترز

لكن سكاو قال إنه يتعين السماح للشاحنات بدخول غزة مباشرة عبر معبر كرم أبو سالم لتخفيف الوضع الآخذ في التفاقم بالقطاع.

في المقابل ترفض إسرائيل حتى الآن مناشدات الأمم المتحدة وآخرين لفتح معبر كرم أبو سالم، لكنهما أشارتا يوم الخميس إلى أن المعبر قد يساعد قريباً في تسليم الإمدادات الإنسانية إلى غزة.

وحتى الآن، دخلت كميات محدودة من المساعدات من مصر عبر معبر رفح، وهو غير مجهز لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الشاحنات. وتقطع الشاحنات مسافة تزيد عن 40 كيلومتراً جنوباً إلى الحدود المصرية مع إسرائيل قبل أن تعود إلى رفح؛ مما يؤدي إلى تكدسها وتأخر تسليم الإمدادات.

وقال سكاو، الذي زار غزة أمس الجمعة، إن العملية جارية لاختبار نظام التفتيش في معبر كرم أبو سالم للشاحنات القادمة من الأردن. وقال في المقابلة: "إنه أمر جيد، إنه مفيد لأن هذا سيكون أيضاً المرة الأولى التي نتمكن فيها من إدخال المساعدات من الأردن. لكننا نحتاج إلى بلوغ مرحلة الدخول هذه لأن ذلك سيحدث فرقاً كبيراً".

وأضاف: "إذا فتحنا المعبر، فستركز المسألة على الكمية المتاحة والكمية التي يمكن استيعابها على الجانب الآخر بطريقة منظمة، لكن من المؤكد أن قدرة الاستيعاب هذه لن تكون هي المشكلة".

غزة
توزيع مساعدات في جنوب قطاع غزة – رويترز

وتابع: "قمنا بتعبئة مواردنا الداخلية مسبقاً حتى يتوفر لدينا الغذاء في مصر والأردن للوصول إلى حوالي مليون شخص في شهر واحد. ونحن على استعداد للانطلاق. والشاحنات جاهزة للتحرك".

وقال سكاو إن الوضع داخل غزة أصبح فوضوياً على نحو متزايد؛ إذ يأخذ الناس ما يمكنهم الحصول عليه من نقاط توزيع المساعدات، مع نزوح أعداد كبيرة باتجاه الجنوب بالقرب من الحدود مع مصر وتعرض شاحنات المساعدات لخطر توقيفها من قبل السكان اليائسين إذا أبطأت حركتها عند أي تقاطع. 

وأضاف: "هناك سؤال إلى متى يمكن أن يستمر هذا لأن العملية الإنسانية تنهار". وأردف قائلاً: "نصف السكان يتضورون جوعاً، وتسعة من كل عشرة لا يأكلون كل يوم. ومن الواضح أن الاحتياجات هائلة".

جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء، 18 ألفاً و412 قتيلاً، و50 ألفاً و100 مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

شاحنات قافلة مساعدات محملة بإمدادات مرسلة من صندوق تحيا مصر عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة/رويترز ، أرشيفية
تحميل المزيد