شهدت دعوة الإضراب العالمي للتضامن مع قطاع غزة، الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، استجابة واسعة، خاصة في مدن إسلامية وعربية وعبر حملات ووسوم بمنصات التواصل الاجتماعي، وبيانات دعم وتأييد، ويأتي الإضراب العالمي للتضامن مع قطاع غزة، والضغط على الحكومات من أجل التحرك لوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكثر من شهرين.
ففي إسطنبول، شاركت مؤسسات تعليمية وتجارية وثقافية بين مدارس ودور نشر ومطاعم بعدة مناطق في إضراب دعم غزة، بشكل جزئي.
وكان للجاليات العربية حضور في ذلك الإضراب، لا سيما المصريين والسوريين والفلسطينيين واليمنيين، وفق قائمين من تلك الجاليات على دعم حملة الإضراب، تحدثوا لـ"الأناضول".
وبحسب مقاطع فيديو وصور، كتب مشاركون في دعوة الإضراب على مؤسساتهم، أن مشاركتهم نصرة غزة، ولإرسال صوتهم للعالم "الصامت".
المعلمون يضربون في تونس
في تونس، نفذ آلاف المعلمين، الإثنين، إضراباً لمدة ساعتين بكافة المدارس، وسط تظاهر عشرات الطلبة، في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.
وقال الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الأساسي (نقابة المعلمين) نبيل الهواشي: "نفذنا اليوم (الإثنين) إضراباً عاماً لساعتين، ضمن قرار الإضراب العالمي للتضامن مع غزة".
وأضاف الهواشي: "نضغط بهذا الإضراب على صناع القرار العالمي؛ ليراجعوا دعمهم اللامشروط للكيان الصهيوني الذي يمارس أفعالاً سيئة لا يقبلها القانون الإنساني، ولا الأعراف الدولية والإنسانية".
إضراب شامل في القدس
وفي أنحاء مدينة القدس الشرقية، عم الإضراب الشامل، الإثنين، استجابة للإضراب، وأغلقت المحال التجارية أبوابها في مدينة القدس الشرقية، وكذلك المدارس والمعاهد التعليمية.
وبدت الشوارع شبه خالية من المواطنين، فيما انتشرت قوات من الشرطة الإسرائيلية بالمدينة، خاصةً محيط البلدة القديمة وأزقتها، وفق مراسل الأناضول.
كما شلت حركة المواصلات في كافة محافظات الضفة الغربية، وأُغلقت المؤسسات والبنوك، والمدارس، والوزارات، والمحال التجارية، كما عُلقت اليوم جلسة التداول في البورصة المحلية، بحسب مراسل الأناضول؛ تنديداً بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وكانت نقابات واتحادات وبنوك وفصائل فلسطينية وشركات، أعلنت في بيانات منفصلة، الأحد، عن انضمامها إلى الإضراب العام بالضفة الغربية.
استجابة كبيرة في الأردن للإضراب
وفي العاصمة عمّان، كانت هناك استجابة واضحة للإضراب، ومحافظة إربد (شمال)، حيث أغلقت أعداد كبيرة من المحال التجارية أبوابها، وعلقت لافتات تشير إلى إضرابها من أجل قطاع غزة.
وأظهر التراجع الملحوظ في حركة السير وأعداد الطلبة المتوجهين إلى المدارس، مستوى التجاوب مع الإضراب.
وفي نواكشوط، أغلقت المحال التجارية أبوابها بشكل شبه كامل في جل الأسواق الكبيرة؛ تضامناً مع أهل غزة، وسط احتجاجات رافقت موقفاً مماثلاً في الولايات الداخلية، وفق ما ذكرته "الأخبار الموريتانية".
لبنان يشارك في الإضراب
والتزم لبنان، الإثنين، بدعوات الإضراب الشامل العالمية دعماً لقطاع غزة، وتوقفت الحركة بالكامل في شوارع العاصمة بيروت ومدن لبنانية أخرى، تنفيذاً للإضراب الشامل.
والتزاما بقرار الحكومة، الأحد، الداعي إلى تنفيذ الإضراب الشامل؛ تضامناً مع غزة والشعب الفلسطيني، والقرى الجنوبية اللبنانية، أغلقت المدارس والمصارف والإدارات العامة وعدد من الإدارات الخاصة، وتوقفت الحركة بالكامل في شوارع بيروت، ومدن لبنانية أخرى.
وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، توتراً شديداً وتبادلاً متقطعاً للنيران بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" اللبناني وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
حراك الوسوم
دعوة الإضراب الشامل كانت شرارتها الأولى من منصات التواصل الاجتماعي، حيث أطلقها نشطاء من مختلف أنحاء العالم تحت وسم "إضراب من أجل غزة" و"StrikeForGaza".
وعلى مدار يوم الإثنين، تصدر وسم "#الإضراب_الشامل" قائمة الوسوم الأكثر تداولاً على منصة "إكس" بالأردن، بخلاف وسوم مشابهة في دول عربية، منها مصر.
وصدرت بيانات حكومية وشعبية عديدة في مختلف أنحاء البلدان العربية تدعو إلى المشاركة في الإضراب الشامل ومنها حكومة لبنان.
والأحد، أعلن مجلس الوزراء اللبناني إغلاق كافة الإدارات والمؤسسات في البلاد، اليوم الإثنين، "تضامناً مع غزة والشعب الفلسطيني، والقرى الجنوبية اللبنانية، وتجاوباً مع الدعوة العالمية من أجل غزة".
ومن أبرز البيانات غير الرسمية، ما صدر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ليلة الأحد/الإثنين، من بيان يدعم الإضراب العالمي من أجل غزة.
وقال الاتحاد في بيان: "ندعو المسلمين وأصحاب الضمائر الحية إلى المشاركة بقوة في إضراب عالمي شامل، الإثنين، بغرض وقف الحرب على غزة".
وتأتي دعوة الإضراب العالمي بعد أيام من فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض، بينما أيد 13 عضواً من أعضاء المجلس الـ15 المشروع، مع امتناع المملكة المتحدة عن التصويت.
جدير بالذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الإثنين، 18205 قتلى و49645 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.