عشرات الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا.. صحة غزة: ضحايا الحرب ارتفعوا لـ18 ألفاً

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/10 الساعة 17:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/10 الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش
فلسطينيون يبحثون عن ضحايا في موقع غارات إسرائيلية على منازل في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023- رويترز

استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، الأحد، 10 ديسمبر/كانون الأول في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المنازل في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة. وقالت مصادر طبية من شمالي القطاع، في أحاديث منفصلة إن "الطائرات والآليات المدفعية الإسرائيلية قصفت عدة منازل تعود لعائلتي نصر وأبو وردة في جباليا فجر الأحد، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا ما بين شهيد وجريح".

وأوضحت المصادر أن "الطواقم الطبية وفرق الإنقاذ وجدت صعوبة كبيرة في انتشال جثامين الشهداء وإجلاء المصابين بسبب شدة القصف الإسرائيلي"، وبينت أن الغالبية العظمى من "الشهداء والجرحى في المجزرة هم من الأطفال والنساء"، مشيرة إلى استمرار عملية البحث عن المفقودين حتى هذه اللحظة.


دبابات الاحتلال تحاول اقتحام مخيم جباليا شمالي غزة

في السياق ذاته، قالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفعت إلى 17 ألفاً و997 شهيداً و49 ألفاً و229 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومنذ نحو 4 أيام، تحاول دبابات إسرائيلية الوصول إلى مخيم جباليا شمالي القطاع، وحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، مدعومة بقصف مكثف من طائرات وآليات مدفعية، ولم تتمكن من التوغل لشدة المقاومة.

وأعلنت كتائب القسام، الذراع المسلحة لحركة "حماس"، الأحد، "إجهاز" مقاتليها على 13 جندياً إسرائيلياً في منطقة الفالوجا، ببلدة جباليا شمالي قطاع غزة، بالإضافة إلى تدمير آليات عسكرية.

في سياق موازٍ، يواصل مئات الفلسطينيين نزوحهم من مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، التي تشهد عملية عسكرية إسرائيلية برية وجوية مكثفة، إلى المناطق الغربية، أو إلى مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع، جراء تهديدات الجيش الإسرائيلي باستهداف المنطقة.

إذ إن آلاف الفلسطينيين من سكان المناطق الشرقية لخان يونس نزحوا إلى منطقة "المواصي" (غرب)، وذلك بعد تلقيهم تهديدات من الجيش الإسرائيلي باستهداف مناطق سكنهم، ضمن حربه المتواصلة على قطاع غزة.

الدمار في مدينة غزة نتيجة القصف الإسرائيلي/ رويترز

وخلال الأيام والساعات الماضية، تعرضت عدة مناطق شرقية في خان يونس، لقصف إسرائيلي عنيف وأحزمة نارية مكثفة، خاصة في مناطق معن، وجورة اللوت، والشيخ ناصر، والكتيبة، وشارع جلال، بالإضافة إلى شارع رقم 5، في الشطر الغربي.

رحلة البحث عن مناطق آمنة 

حيث يواصل النازح حذيفة شبير، الذي سبق أن نزح من مدينة غزة إلى خان يونس، رحلة البحث عن مناطق آمنة، حيث فرّ مؤخراً من جورة اللوت، إلى مدينة رفح.

وقال شبير: "تلقينا اتصالاً من الجيش الإسرائيلي يطلب إخلاء المربع السكني الذي نتواجد فيه، بسبب وجود عمليات عسكرية في هذا المربع". وأضاف: "الجيش هدد عشرات المربعات السكنية في خان يونس، وأفرغها من ساكنيها، ضمن حربه القاسية على قطاع غزة".

وأوضح شبير أن "الجيش استهدف عدداً من المنازل في جورة اللوت، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا بين شهداء وجرحى".

وفي وقت سابق الأحد، حذرت الأمم المتحدة من تصاعد وتيرة النزوح الجماعي من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل. وأشارت إلى وصول عدد النازحين في قطاع غزة إلى عدد غير متوقع، وفق تدوينة المفوض السامي الأممي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عبر منصة "إكس".

آثار دمار القصف الإسرائيلي على غزة/الأناضول

الاحتلال يطالب الفلسطينيين بالنزوح لرفح

بدوره، يقول الفلسطيني أحمد الفرا، الذي نزح إلى منطقة المواصي، إن "الجيش طلب عبر الهواتف المحمولة، النزوح إلى هذه المنطقة بدعوى أنها آمنة".

وأضاف الفرا: "هذه المنطقة عبارة عن رمال، وتفتقر إلى كافة مقومات الحياة الأساسية، ولا تصلح للعيش، ولا يتوفر فيها طعام أو مياه، ولا يوجد فيها أي مكان يصلح للسكن".

وأوضح أنه نصب خيمة في هذه المنطقة لعلها تكون ملاذاً آمناً لعائلته، وذلك بعد أن تعرضت المنطقة التي كان يسكن بها لسلسلة من الأحزمة النارية، ما حول المكان إلى دمار كبير.

وأعرب الفرا، عن تخوفاته من استهداف الجيش الإسرائيلي للمواصي، حيث سبق له أن استهدف عشرات المناطق التي ادعى أنها "آمنة".

في حين أن منطقة الشيخ ناصر وبلدة بني سهيلا ومعن، وغيرها من المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، تشهد اشتباكات ضارية بين المقاتلين الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة براً من شرق المدينة وصولاً إلى وسطها.

جدير بالذكر أنه في مساء الأحد، أعلن "أبو عبيدة" متحدث "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، تدمير 180 آلية عسكرية إسرائيلية خلال 10 أيام، منذ انتهاء الهدنة المؤقتة بين إسرائيل و"حماس"، في محاور التوغل الإسرائيلي في قطاع غزة.

كما أعلنت القسام، في بيانات سابقة الأحد، عن إيقاع قتلى وجرحى في صفوف قوة إسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة.

إسرائيل غزة مصر
نازحون من سكان غزة في رفح جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر – رويترز

ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2023 مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

الاحتلال الإسرائيلي غزة
قصف للاحتلال الإسرائيلي على غزة/رويترز

جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت حتى مساء السبت 17 ألفاً و700 قتيل، و48 ألفاً و780 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

تحميل المزيد