دعت الحكومة الألمانية، الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول 2023، الاحتلال الإسرائيلي إلى الامتثال للقانون الإنساني الدولي، وحماية السكان المدنيين في قطاع غزة، في حين ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
المتحدث باسم الحكومة الألمانية، سبيستيان فيشر، أشار في مؤتمر صحفي بالعاصمة الألمانية برلين، إلى أن "أمن إسرائيل مسألة دولة بالنسبة لألمانيا"، بحسب قوله، وأضاف: "رأينا أيضاً أن الفلسطينيين يعيشون مآسي كبيرة، وأوضحت مرات عديدة أننا نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الإنساني والأمني لسكان غزة".
لفت فيشر إلى أن "الناس (في القطاع) يحتاجون الوصول إلى المواد الإنسانية بشكل عاجل، وينبغي إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة".
كما ذكر فيشر أن هناك عدداً كبيراً من الأشخاص في منطقة ضيقة للغاية جنوبي قطاع غزة، ما يزيد خطر إلحاق الأذى بالمدنيين أثناء العمليات العسكرية، مشدداً على أهمية أن تأخذ إسرائيل هذا الأمر بالحسبان ومنع معاناة المدنيين خصوصاً.
فيشر أوضح أنه من "المهم امتثال إسرائيل للقانون الإنساني الدولي، وطرحنا ذلك بشكل واضح في محادثاتنا مع شركائنا الإسرائيليين، وحالياً بات عدد كبير من الفلسطينيين والمدنيين ضحايا هذه الحرب، لذلك فإن حماية المدنيين في غزة أمر مهم للغاية".
في سياق متصل، حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول 2023، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إنهاء الهجمات العنيفة التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
مكتب ماكرون في الإليزيه، قال إن الجانبين أجريا مكالمة هاتفية، أكد ماكرون خلالها من جديد ضرورة حماية السكان المدنيين في غزة، وتحدث مع نتنياهو عن أهمية التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
كما جدد ماكرون "التأكيد على تضامن فرنسا مع إسرائيل في حربها"، لكنه طلب من نتنياهو "اتخاذ الإجراءات اللازمة" لإنهاء هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وتثير هجمات المستوطنين المتطرفين غضب دول أوروبية، وكان رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو، قد قال إن حكومته ستمنع المستوطنين المتطرفين القاطنين في الضفة الغربية من دخول أراضيها، وفق ما جاء في منشور على "إكس"، نشر فيه مقتطفات من خطاب ألقاه في مؤتمر بجامعة غينت البلجيكية.
دي كرو، أوضح الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن بلجيكا "دعمت حق إسرائيل في الدفاع عن شعبها منذ البداية"، ودعت في الوقت نفسه إلى التهدئة والامتثال للقانون الإنساني الدولي، حسب ما نشرته وكالة الأناضول.
أضاف دي كرو: "إذا أردنا نحن الأوروبيين أن نتحلى بالمصداقية، فيتعين علينا أن نرفع أصواتنا عندما يُقتل الأبرياء في كييف أو غزة. سيتم منع المستوطنين المتطرفين القاطنين في الضفة الغربية من دخول بلجيكا".
وتزايدت أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، منذ الهجوم الذي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على مستوطنات إسرائيلية، وذلك رداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته".
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة وحصاراً خانقاً على غزة، خلفت 17 ألفاً و490 شهيداً، و46 ألفاً و480 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.