كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يعتزم تعديل وزاري في الجزائر، بعد إقالته المفاجئة للوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن، وتعيينه لمدير ديوان الرئاسة نذير العرباوي خلفاً له، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ووفق المصادر ذاتها فإن الرئيس كان ينتظر انتهاء مناقشات قانون الموازنة العامة والمصادقة عليه من طرف غرفتي البرلمان، وهو ما تم فعلا أمس الثلاثاء، 5 ديسمبر/كانون الأول، من قِبل المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى)، في انتظار مصادقة مجلس الأمة (الغرفة العليا) بعد أيام، لإعلان التشكيل الحكومي الجديد.
وسيُجري تبون التعديل حسب مصادر "عربي بوست" مباشرة بعد توقيعه لقانون الموازنة العامة 2024، والذي يعد الأضخم في تاريخ الجزائر، حيث قارب 110 مليارات دولار.
وعادةً ما يوقع الرئيس الجزائري قانون الموازنة العامة أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول، بحضور أعضاء الحكومة والوزير الأول، فيما يشبه تقليداً دأب عليه الرؤساء منذ الاستقلال.
تعديل وزاري في الجزائر
سيحتفظ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بوزراء الوزارات السيادية، على غرار الداخلية والعدل والخارجية والصناعة والمالية والطاقة، فيما سيمس التعديل أكثر من 7 وزارات على الأقل من أصل 20 وزارة ووزارة منتدبة، وفق مصادر "عربي بوست".
كان الرئيس الجزائري قد عبَّر أكثر من مرة عن امتعاضه من الأداء الحكومي لبعض الوزارات، مُطلقاً تحذيرات وتنبيهات، لا سيما فيما يخص التأخر في تطبيق القرارات التي تصدر عن مجلس الوزراء.
وأقال تبون قبل أيام وزير الفلاحة محمد عبد الحفيظ هني، بسبب تصريحات اعتُبرت غير لائقة، بشأن رفضه الاعتراف بغلاء البطاطا.
كما أنهى الرئيس مهام وزير الاتصال محمد بوسليماني، في يونيو/حزيران، ليُعين قبل شهر محمد لعقاب خلفاً له، وهو أحد رجالاته المقربين الذين يثق فيهم، وقد أُوكلت إليه مهامُ تنظيم قطاع الإعلام.
حكومة الرئاسيات
من المتوقع أن تكون الحكومة الجديدة التي سيقودها الوزير الأول نذير العرباوي هي الحكومة التي ستحضّر للانتخابات الرئاسية نهاية 2024.
وستحظى هذه الحكومة بدعم الرئيس تبون المطلق خلال السنة القادمة، التي ستكون حاسمة لمستقبله في قيادة البلاد لفترة رئاسية ثانية، رغم عدم إعلانه الترشح رسمياً لها حتى الآن.
وسيُلقَى على عاتق الحكومة الجديدة إقناع الجزائريين بأن ولاية الرئيس الأولى حققت كلَّ وعوده الـ54 التي قطعها على نفسه.
وسيكون أول تحدٍّ لهذه الحكومة هو شهر رمضان، الذي يعد الترمومتر الذي يُقاس عليه مدى رضى الشعب عن السياسة الاجتماعية.
وعادةً ما يبدأ التحضير للشهر الكريم قبل حلوله بثلاثة أشهر أو أكثر، ما يعني أن الحكومة الجديدة سيكون لديها الوقت الكافي للتحضير، خاصةً أن الإعلان عنها سيكون قبل نهاية السنة الجارية.
الدوائر والولايات
قالت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" إن الرئيس تبون سيُجري تعديلات أيضاً في سلك ولاة الجمهورية (المحافظون)، بعد أن أجرى تعديلات واسعةً في سلك رؤساء الدوائر.
وبدأ الرئيس الجزائري زياراته الميدانية للولايات، حيث يقف على النقائص، ويدشّن ويطلق مشروعات تنموية جديدة فيما يشبه حملة انتخابية مسبقة، وتنتهي الزيارة بتقارير عن حال الولاية من كل الجوانب.
وزار تبون حتى الآن كلاً من ولاية الجلفة وسط البلاد، وتندوف في الجنوب الغربي، وسيزور ولاية تيزي وزو شمال البلاد بعد أسبوعين، وفقاً لمصادرنا.
يسعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى ضخ دماء جديدة في الحكومة ومختلف الجهات والمناصب التنفيذية، لبدء السنة الجديدة بقوة، لينهيها فائزاً بولايةٍ رئاسيةٍ ثانيةٍ حالَ قرر الترشح.
ويرفض تبون الخطأ خلال السنة القادمة؛ حيث يعتبرها سنة الحسم بالنسبة له، وقد وفَّر من أجلها ميزانيةً سنويةً ضخمةً هي الأكبر في تاريخ الجزائر، فاقت 110 مليارات دولار، تُمكِّنه من فتح ورشات السكن من جديد، والسماح بالاستيراد ورفع القيود عنه في مختلف القطاعات، لكسب وُدِّ الطبقة المتوسطة، التي عانت خلال السنوات الماضية بسبب كورونا والتغيّرات التي عرفها العالم بعدها.