أعلنت وزارة الصحة في غزة، مساء الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن قوات الاحتلال الإسرائيلية المتوغلة شمال القطاع أخرجت مستشفى كمال عدوان عن الخدمة "بالقوة والإرهاب وبفوهات الدبابات"، بعد ساعات عديدة من محاصرته بالدبابات واستهداف محيطه بحزام ناري، وذلك في بيان مقتضب لوزارة الصحة بغزة، نشرته على صفحتها الرسمية بفيسبوك.
وكانت القوات الإسرائيلية فرضت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حصاراً مطبقاً واستهدافاً مباشراً لمستشفيي "الشفاء" و"الإندونيسي" ما أدى إلى "مجازر" بحق المرضى وجرحى الحرب والطواقم الطبية والنازحين.
النيران شلت المستشفى
وزارة الصحة في غزة ذكرت أن "قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في شمال القطاع تخرج بالقوة والإرهاب وبفوهات الدبابات مستشفى كمال عدوان – المستشفى الحكومي الوحيد المتبقي في شمال القطاع ـ عن الخدمة".
وأضافت في بيان آخر أن "أكثر من 400 ألف نسمة في شمال القطاع أصبحوا بلا خدمات طبية على الإطلاق، مع استمرار الإبادة الجماعية ضد شعبنا الأعزل".
في وقت سابق الثلاثاء، قالت مصادر طبية فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي قصف بالمدفعية وطائرات مسيرة محيط مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ما أدّى إلى "سقوط شهداء وانقطاع التيار الكهربائي عنه"، وفق وكالة الأنباء الرسمية "وفا".
المصادر نفسها أفادت بانقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى في ظل وجود أكثر من 7 آلاف نازح داخله، فيما لم تتمكن الطواقم الطبية من إجراء أي عملية جراحية، محذرة من "مجزرة قد يرتكبها الاحتلال داخل مستشفى كمال عدوان كما حدث في مستشفيي الشفاء (بمدينة غزة) والإندونيسي (شمال القطاع)".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عدواناً مدمراً على قطاع غزة، خلّف حتى مساء الثلاثاء 16 ألفاً و248 قتيلاً، بينهم 7112 طفلاً و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفاً و616 جريحاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
ارتفاع حصيلة الشهداء
فقد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة "العدوان" الإسرائيلي على القطاع، إلى 16 ألفاً و248 قتيلاً، وأكثر من 43 ألفاً و616 جريحاً، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المكتب قال في تصريح مكتوب اطلعت عليه الأناضول: "ارتفاع عدد الشهداء إلى 16248، بينهم 7112 طفلاً، و4885 امرأة، والجرحى إلى أكثر من 43 ألفاً و616، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع (7 أكتوبر/تشرين الأول)".
وكانت أحدث حصيلة عن الضحايا أمس الإثنين، نشرتها وزارة الصحة في القطاع، حيث بلغ عدد القتلى نحو 15 ألفاً و899، بالإضافة إلى أكثر من 42 ألف مصاب.
المكتب الحكومي أضاف: "بلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية 286، ومن طواقم الدفاع المدني 32 شهيداً، ومن الصحفيين 81، فيما بلغ عدد المفقودين 7600 مفقود، إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم ما زال مجهولاً، وبلغ عدد الإصابات 43616 مصاباً".
وعن خسائر المقرات الحكومية والدينية، قال المكتب: "بلغ عدد المساجد التي دمرها الاحتلال تدميراً كلياً 100 مسجد، و192 مسجداً تدميراً جزئياً، كما تضررت نتيجة العدوان 3 كنائس، ودمر 121 مقراً حكومياً، و69 مدرسة، بينما تضررت 275 مدرسة بشكل جزئي، ودمرت 52 ألف وحدة سكنية تدميراً كلياً، و253 ألف وحدة سكنية تدميراً جزئياً".
وأكد أن الطائرات الإسرائيلية "ألقت خلال العدوان على غزة أكثر من 50 ألف طن من المتفجرات على منازل المواطنين المدنيين وعلى المستشفيات والمدارس والمؤسسات المدنية".
كما أشار إلى نزوح "1.5 مليون ونصف المليون إنسان في قطاع غزة، وهؤلاء جميعاً يعانون معاناة بالغة الصعوبة في الحصول على الغذاء والماء والدواء".
وحمّل المكتب "الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدَّولي وخاصة الإدارة الأمريكية ممثلة بالرئيس الأمريكي (جو) بايدن ووزير خارجيته (أنتوني بلينكن)، المسؤولية الكاملة عن حرب الإبادة الجماعية، حيث منحوا الاحتلال الموافقة والضوء الأخضر لتنفيذ حرب الإبادة"، وطالب بـ"إدخال 1000 شاحنة من المساعدات والإمدادات الحقيقية الفعلية، ومليون لتر من الوقود بشكل يومي، حتى نستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه نتيجة حرب الإبادة الجماعية".
كما ناشد المكتب "مجلس التعاون الخليجي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، وكل دول العالم الحر، إلى التداعي الفوري لوضع حلٍّ للكارثة الإنسانية المتعلقة بفقدان 305 آلاف أسرة لوحداتهم السكنية". وأعرب عن شكره لـ"تركيا ومصر والإمارات وقطر وإيطاليا وتونس والأردن، التي استقبلت أعداداً من الجرحى (في مستشفيات بلدانها)".
طفل يُقتل كل 10 دقائق بغزة
يأتي هذا القصف الجديد في الوقت الذي قال فيه ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن "طفلاً واحداً يُقتل كل 10 دقائق بمعدل وسطي في قطاع غزة"، الذي يتعرض لهجمات مكثفة من قبل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بيبركورن، الثلاثاء، في مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية.
المسؤول الأممي أضاف في هذا الخصوص قائلاً: "أعتقد أننا قريبون من أحلك لحظة في تاريخ البشرية. نحن بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة".
كما أوضح أن ما يقرب من 16 ألف شخص قتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، وأن أكثر من 60% منهم نساء وأطفال.
كما ذكر ممثل منظمة الصحة العالمية أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت أيضاً عن إصابة أكثر من 42 ألف شخص بالقطاع.
ومطلع الشهر الجاري، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية وأمريكية، استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.