توعد وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، بإبعاد "حزب الله" اللبناني إلى ما وراء نهر الليطاني جنوب لبنان، سواء بترتيب سياسي دولي أو بتحرك عسكري، وذلك خلال لقائه مع رؤساء البلدات والمستوطنات الواقعة على "خط النزاع" بشمال إسرائيل، في حين لم يصدر بعدُ أي رد رسمي من "حزب الله".
تصريح غالنت يأتي في وقت تشهد فيه حدود الاحتلال مع لبنان منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" اللبناني وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى على طرفي الحدود.
"خيارات" غالانت
وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن غالانت تعهد قائلاً: "سنعيد الأمن إلى السكان من خلال ترتيب سياسي دولي لإبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني، استناداً إلى القرار الأممي 1701".
في 11 أغسطس/آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 1701 الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية في لبنان، ودعا القرار إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني، تكون خالية من أي مسلّحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل.
كما تابع غالانت: "إذا لم ينجح هذا الترتيب، فإن إسرائيل ستتحرك عسكرياً لإبعاد حزب الله من الحدود".
في السياق ذاته، وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فقد تعهد غالانت بعدم إعادة نحو 80 ألف إسرائيلي يعيشون على بعد 9 كيلومترات من الحدود وتم إجلاؤهم من منازلهم مع اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى منازلهم حتى يتم استتباب الأمن في المنطقة.
قصف مستمر
في وقت سابقٍ الأربعاء، أعلن "حزب الله" استهداف موقع الرادار الإسرائيلي جنوب لبنان، وتحقيق إصابات مباشرة، وسمع دويُّ صفارات الإنذار في شمالي إسرائيل، مع استمرار إطلاق القذائف الصاروخية من لبنان.
هيئة البث الإسرائيلية قالت إن جيش الاحتلال "رد بإطلاق نيران المدفعية بعد إطلاق صاروخ من حزب الله على موقع للجيش الإسرائيلي في الجليل الغربي، وسقط في الأراضي اللبنانية".
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أشارت أيضاً إلى دوي صفارات الإنذار في "الجليل الغربي" قرب الحدود اللبنانية.
وتنطلق صفارات الإنذار في شمالي إسرائيل بشكل متكرر منذ مساء الثلاثاء، على خلفية الهجمات المستمرة والمتبادلة بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني في المناطق الحدودية شمالي إسرائيل.
ارتفاع حصيلة القتلى
مساء الأربعاء، أعلنت جماعة "حزب الله" اللبنانية سقوط أحد عناصرها على الحدود الجنوبية، مع تواصل المواجهات بينها وبين الجيش الإسرائيلي.
الحزب نعى في بيان مقتضب اطلعت عليه الأناضول، علي حسن الأتات من منطقة حارة حريك، في الضاحية الجنوبية لبيروت، وجاء في البيان أن الأتات "ارتقى على طريق القدس".
بمقتل العنصر الجديد، ترتفع حصيلة قتلى "حزب الله" إلى 90 منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث بدأت الاشتباكات المسلحة في المناطق الحدودية بين الجماعة اللبنانية والجيش الإسرائيلي، وفق بيانات سابقة صادرة عن الحزب، تابعتها الأناضول.
بحسب رصد مراسل الأناضول، فقد بلغ مجموع المدنيين اللبنانيين الذين قتلوا بقصف إسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 23 بينهم 3 صحفيين، إضافة إلى 90 من عناصر "حزب الله" وجندي في الجيش اللبناني.