قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي "أمان"، تامير هايمن، إن هزيمة حركة "حماس" في قطاع غزة "لا تزال بعيدة المنال" مستنداً لتحديات لا سيما في جنوب القطاع، قال إنها تهدد تحقيق تل أبيب انتصاراً سريعاً على الحركة الفلسطينية.
أضاف هايمن في مقال تحليلي نشره الموقع الإلكتروني للقناة "12" العبرية الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن "الخلاصة في الوقت الحالي هي أننا ما زلنا بعيدين عن ذلك، هناك الكثير من العمل في شمال قطاع غزة، أما في الجنوب فقد بدأنا للتو".
أضاف: "استؤنف القتال في غزة بعد هدوء مؤقت، وتزايدت التحديات التي تواجهها دولة إسرائيل، والإنجاز التكتيكي الذي سيستمر ويتكثف في الفترة المقبلة يجب أن يترجم إلى خطة استراتيجية شاملة".
وتابع: "يجب علينا شراء الوقت، لأنه ليس لدينا خيار آخر، ولن يضمن لنا مكانتنا الرادعة وأمننا في الشرق الأوسط سوى تحقيق انتصار ساحق".
والأحد 3 الشهر الجاري، أعلن جيش الاحتلال بدء العمليات البرية بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وبدء تحرك القوات المدرعة لمهاجمة أهداف تابعة لـ"حماس" عقب انتهاء الهدنة المؤقتة مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، فيما توقعت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "يقوم الجيش بتوسيع انتشار قواته في المنطقة وتكثيف العملية البرية".
تحديات أمام جيش الاحتلال
في السياق، لفت هايمن إلى عدد من التحديات التي تواجه إسرائيل في إنجاز هدف القضاء على "حماس"، لا سيما مع توسيع العمليات جنوباً، مشيراً إلى أن من التحديات الرئيسية "تحدي الزمان والمكان وإدارة الحرب، والجهد السياسي، إضافة إلى ما سيحدث في اليوم التالي للحرب".
وأوضح: "بشأن تحدي الزمان والمكان، هناك 3 عناصر رئيسية، وهي: تفكيك حماس، ورغم أن هذا ليس أمراً دقيقاً، إلا أنه من الممكن اعتبار أن تدمير 60% من الذراع العسكرية لحماس (كتائب القسام) سيؤدي إلى تدميرها".
وعليه، لفت هايمن إلى حاجة إسرائيل إلى "هزيمة حوالي 16 من أفواجها (الذراع العسكرية لحماس) الـ24، بالإضافة إلى تحييد القيادة العسكرية العليا، مع التركيز على يحيى السنوار (قائد حماس في غزة)".
وربط المسؤول الإسرائيلي السابق أيضاً الانتصار في غزة بـ"تحييد النظام السري، وتدمير سبل سيطرة حماس في القطاع".
فيما يتعلق بالعنصر الثاني، تحدث هايمن عن الحرب في جنوب قطاع غزة، ومضى في مقاله: "الحرب في الجنوب ستكون أكثر تعقيداً؛ لأن المنطقة كثيفة (سكانياً) بشكل خاص، بعد أن انتقل نحو مليون شخص إضافي من الشمال إلى الجنوب، ويعيش الآن حوالي 2 مليون شخص في مساحة تبلغ حوالي 200 كيلومتر مربع".
وتابع: "ثالثاً، فإن زمن الحملة تحدٍّ آخر أمام القتال، مرتبط بثلاثة عناصر وهي الشرعية الداخلية للمجتمع الإسرائيلي، واستمرار الدعم الأمريكي، والوقت اللازم للقتال".
إدارة الحرب والحملة السياسية
وبشأن تحدي إدارة الحرب والحملة السياسية، بيّن هايمن أهمية أن تعمل الحرب والسياسة معاً، وقال: "هذا هو الكمال المعروف أيضاً باسم الاستراتيجية الكبرى، إنه مستوى أعلى من الاستراتيجية العسكرية، وهو أيضاً المستوى الأكثر أهمية في الحرب".
وفي هذا الشأن، طالب هايمن ببذل إسرائيل في إطار هذه الاستراتيجية "مجموعة من الجهود العسكرية والسياسية، يمكنها دفع حزب الله (اللبناني) بعيداً عن السياج في الشمال (حدود إسرائيل ولبنان)".
ورأى أن هذه السياسة تجاه الجماعة اللبنانية "ضرورية من أجل تعزيز المجتمعات الحدودية، وأيضاً من أجل التعامل مع التهديد الاستراتيجي القادم من اليمن والذي يهدد حرية الملاحة".
وسبق لنتنياهو أن قال إنه يريد "سيطرة أمنية إسرائيلية" على القطاع بعد الحرب، لكن تصريحاته التي تشير إلى استثناء السلطة الفلسطينية من مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة تتعارض مع موقف واشنطن.
كانت الولايات المتحدة أعربت مراراً عن وجوب أن تكون هناك "سلطة فلسطينية" بعد الحرب في قطاع غزة – دون أن توضح ماهية هذه السلطة – وأن يقود "الفلسطينيون الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها في غزة" عقب انتهاء الفترة الأمنية التي ستتولى مسؤوليتها إسرائيل.
ومنذ شهرين، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، أسفرت حتى مساء الإثنين، عن استشهاد 15 ألفاً و899 فلسطينياً، 70% منهم نساء وأطفال، إضافة إلى أكثر من 42 ألف جريح، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفق أحدث إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية.
كما قدرت الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدد النازحين خلال شهري الحرب في جميع أنحاء قطاع غزة بنحو 1.9 مليون شخص.