شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفاً عنيفاً ليل الإثنين/الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول 2023، استهدف جنوب قطاع غزة، وغرب خان يونس، حيث سمع دوي انفجارات قوية وغير مسبوقة في مناطق متفرقة بهذه المنطقة، في الوقت الذي تخوض فيه المقاومة اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال.
وقال مراسل قناة "الجزيرة" في القطاع، إن العشرات من الشهداء والجرحى وصلوا إلى مستشفى ناصر في خان يونس، على متن سيارات مدنية خاصة، بعدما حالت الغارات الكثيفة دون وصول سيارات الإسعاف إلى المناطق المستهدفة.
وفق المصدر نفسه، فإنه تم سماع أصوات اشتباكات ضارية بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال في مناطق مختلفة من القطاع.
يتزامن هذا القصف مع إعلان منظمة الصحة العالمية، على صفحتها الرسمية بموقع "إكس" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب منها نقل إمداداتها من مستودعاتها الطبية جنوب غزة خلال 24 ساعة، بسبب العمليات البرية.
في غضون ذلك، تتواصل الهجمات الجوية والبحرية والبرية للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، وشوهد جانب من قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق شمال قطاع غزة من مدينة سديروت الإسرائيلية.
والأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلن جيش الاحتلال، بدء العمليات البرية شمال مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وتحدث عن تواجد قوات مدرعة في المنطقة بدأت بالفعل بالتحرك ومهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس.
سبق ذلك دعوة للجيش الإسرائيلي، سكان عدد من أحياء مدينة خان يونس إلى إخلاء منازلهم تمهيدا لقصفها.
فيما أكدت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن "آليات إسرائيلية توغلت مساء الأحد، في خان يونس جنوب قطاع غزة، انطلاقا من المنطقة الشرقية الحدودية في منطقة القرارة شمال شرق خان يونس باتجاه شارع صلاح الدين".
لا تقل وحشية عن الشمال
في وقت سابق من اليوم الإثنين، صرح متحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" جيمس إلدر، بأن الهجمات على جنوب غزة "لا تقل وحشية عما تعرض له الشمال"، موضحاً أن الوضع في جنوب القطاع "يزداد سوءاً بالنسبة للأطفال والأمهات".
إلدر أعرب في تدوينة على منصة "إكس" عن قلقه من "وحشية" الهجمات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة.
كما أدان الصمت تجاه ذلك، مضيفاً: "صوتك مهم، يجب أن نؤمن بأننا قادرون على أن نكون جزءاً من وقف الحرب على الأطفال، فالصمت تواطؤ".
أمس الأحد، استنكر متحدث "اليونيسف" الهجمات الإسرائيلية على مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وقال في مقطع مصور نشره على حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، إنه "عاجز عن وصف حجم الرعب الذي يلحق بالأطفال هناك".
ثم تابع على هامش زيارة يجريها لمستشفى ناصر الطبي بخان يونس: "بكل ضمير حي، لا يمكننا أن نسمح باستمرار هذه الحرب على أطفال قطاع غزة".
نزوح الآلاف
في السياق نفسه، أعلنت الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الإثنين، نزوح نحو 1.9 مليون شخص في أنحاء قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
حتى 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري، تمكنت "أونروا" من التحقق من وقوع 117 حادثة في 85 من منشآتها منذ بداية الحرب، حسب البيان نفسه.
وأضافت "أونروا" أن "30 من منشآتنا أصيبت بشكل مباشر جراء القصف الإسرائيلي، فيما تعرضت 55 منشأة لأضرار جانبية".
إلى غاية 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كان ما يقرب من 1.2 مليون نازح يحتمون في 156 منشأة تابعة لـ"الأونروا" بأنحاء قطاع غزة، وضمن ذلك منطقة الشمال، حسب المصدر نفسه.
كذلك، أشار البيان إلى أن "ما يقرب من مليون نازح كانوا يقيمون في 99 منشأة بمناطق الوسط، ومدينة خان يونس (جنوب غزة)، ومدينة رفح (أقصى الجنوب)".
انقطاع تام للاتصالات
فقد أعلنت "شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال"، مساء الإثنين، عن انقطاع خدمات الاتصال (الثابت والمحمول والإنترنت)، عن عموم قطاع غزة.
ذكرت الشركة في بيان: "نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكافة خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة، وذلك بسبب تعرض المسارات الرئيسية والتي تم إعادة وصلها سابقاً للفصل مرة اخرى".
خلال وقت سابقٍ الإثنين، تعرضت خدمات الاتصالات للانقطاع عن مدينة غزة وشمال القطاع بسبب القصف المتواصل، والذي أثر على مسارات الخطوط الرئيسة، قبل الإعلان لاحقاً عن انقطاع الخدمة عن القطاع بالكامل.
في بيان منفصل مساء الإثنين، قالت شركة أوريدو فلسطين، المزودة لخدمات الهاتف المحمول في الضفة الغربية وغزة، إن انقطاعاً طرأ على خدماتها بالكامل عن قطاع غزة.
كما أضافت في بيان: "مع استمرار العدوان على قطاع غزة الحبيب.. فقد تكرر اليوم قطع الخطوط الرئيسية المغذية لشركات الاتصالات والإنترنت في القطاع، مما أدى إلى توقف كامل خدماتنا هناك".
وهذه هي المرة الرابعة التي يتعرض فيها قطاع غزة لانقطاع خدمات الاتصالات بالكامل، خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ قرابة شهرين.
وشركة "الاتصالات الفلسطينية وجوال"، أكبر مزود لخدمات الاتصالات الخلوية والإنترنت في قطاع غزة، والمقدم الحصري لخدمات الاتصالات الثابتة هناك.