دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ضرورة وقف "المجازر الإسرائيلية" في قطاع غزة، محذراً من إمكانية أن تتحول إلى حرب إقليمية في المنطقة، وذلك في كلمة له خلال مشاركته في القمة الخليجية الـ44 المنعقدة بالعاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وأوضح أردوغان أنه يجب عدم السماح للمجازر في غزة بأن تتحول لحرب إقليمية "تشمل سوريا"، كما حذّر من أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تعرّض أمن ومستقبل المنطقة بأسرها للخطر من أجل إطالة حياتها السياسية.
وأشار الرئيس التركي إلى أن الأولوية الآن هي "إعلان وقف دائم وفوري لإطلاق النار، وضمان تدفق متواصل للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".
أضاف: "فقدان أرواح 17 ألف فلسطيني بريء معظمهم من الأطفال والنساء يعد جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب، لا ينبغي أن تمر جرائم إسرائيل دون مساءلة".
وحول العلاقات الاقتصادية، أوضح الرئيس أردوغان أن بلاده تحافظ على مكانتها ملاذاً آمنا للمستثمرين الدوليين، مؤكداً استعداد أنقرة "لتقديم كافة أنواع الدعم لإخواننا الذين يثقون بالاقتصاد التركي".
وفي وقت سابق الثلاثاء، انطلقت أعمال الدورة الـ44 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (على مستوى القادة)، في الدوحة بحضور قادة دول المجلس.
وتأتي القمة الخليجية وسط عودة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، عقب انتهاء هدنة إنسانية مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، بعد أن استمرت 7 أيام، تزامناً مع موقف خليجي وعربي متصاعد يطالب بوقف الحرب على القطاع.
وقف إطلاق النار والسلام الدائم
وأمس الإثنين، بحث الرئيس التركي أردوغان مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، آخر تطورات "المجزرة" الإسرائيلية في غزة، خلال لقاء عقداه في قصر لوسيل بالعاصمة الدوحة، بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية.
وتناول الزعيمان خلال اللقاء آخر تطورات "المجزرة" الإسرائيلية في غزة، وجهود وقف إطلاق النار والسلام الدائم، والخطوات المتخذة والتي سيتم اتخاذها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكد أردوغان على "ضرورة محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب" التي ارتكبتها، وأهمية زيادة الجهود القانونية إلى جانب الدعم الدولي في هذا الصدد، مشيراً إلى أن تركيا تواصل جهودها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بالقدر الكافي.
كانت قطر لعبت دوراً حيوياً في الوساطة بين حركة "حماس" وإسرائيل، وأسفرت جهودها مع مصر والولايات المتحدة عن هدنة إنسانية مؤقتة مدتها 7 أيام، انتهت في 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وأسفرت الهدنة عن إطلاق سراح 84 طفلاً وامرأة إسرائيليين، إضافة إلى 24 مواطناً أجنبياً من قطاع غزة، وفق إحصاء رسمي.
في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 240 أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية على 7 دفعات، جميعهم من النساء والقصر.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن قوات الاحتلال حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى عصر الإثنين، 15 ألفاً و899 شهيداً فلسطينيا، وأكثر من 42 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.