قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن "غزة أرض فلسطينية للفلسطينيين، وستبقى كذلك إلى الأبد"، في تعليقه على الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو شهرين ومحاولات التهجير التي تمارسها.
وفي كلمة بافتتاح الجلسة الوزارية 39 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول، ذكر الرئيس التركي أن "اثنين من كل ثلاثة شهداء في غزة أطفال ورضع ونساء، وعدد المفقودين بقطاع غزة تجاوز 6 آلاف و500".
أردوغان أشار إلى أن الذين يحاولون تمرير مقتل هذا العدد الكبير من الأبرياء في غزة وإضفاء الشرعية عليه بذريعة وجود حركة "حماس" لم يعد لديهم كلمة واحدة يقولونها للإنسانية.
كما أضاف أردوغان: "من جانب هناك 121 دولة (بالأمم المتحدة) قالت: لتتوقف الحرب (على غزة) ولا نريد إراقة دماء أكثر، ومن جانب آخر هناك 3 إلى 5 دول أعطت تفويضاً مفتوحاً لهجمات إسرائيل".
"لن ننسى الأسلحة النووية الإسرائيلية"
ونوه الرئيس أردوغان بأن "منظمة التعاون الإسلامي التي تأسست بهدف الدفاع عن القضية الفلسطينية توفر لنا أرضية مهمة للنضال بصوت واحد وجسد واحد"، مشددا على أن تركيا لن تسمح بنسيان مسألة الأسلحة النووية التي أقرت إسرائيل بامتلاكها.
في السياق، جدد أردوغان استعداد تركيا لتحمل أي مسؤولية في سبيل السلام في منطقة الشرق الأوسط، وقال:" الطريق إلى السلام في منطقتنا يمر عبر إقامة دولة فلسطين، ومستعدون لتحمل جميع المسؤوليات ومنها المشاركة بآلية الضامنين لتحقيق السلام".
"نتنياهو سيحاكم كجزار"
ووصف الرئيس أردوغان، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"جزّار غزة"، مشيراً إلى أن "نتنياهو سيحاكم حتماً كجزّار غزة وليس كمجرم حرب فقط، تماماً كما حوكم ميلوسيفيتش" (عن مذابح البوسنة).
كما شدد أردوغان على ضرورة اتخاذ موقف واضح وصريح ضد سياسات إسرائيل المتعلقة بإخلاء قطاع غزة من سكانه، لافتاً: "نحن نعلم جيداً أن من يحتلون غزة اليوم سيوجهون أنظارهم إلى أماكن أخرى غداً بهذيان أرض الميعاد".
ومضى قائلاً: "جزّار غزة نتنياهو اعترف بنفسه أمام الكاميرات بأن القضية ليست غزة أو رام الله وإنما يسعى وراء أهداف توسعية".
وتابع الرئيس أردوغان: "لذلك فإن الدفاع عن غزة وعن فلسطين اليوم يعني في الوقت نفسه الدفاع عن القدس ومكة والمدينة وعن إسطنبول ودمشق وبيروت وبغداد وغيرها من المدن الإسلامية".
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي إن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تعد عملاً إرهابياً ضخماً؛ بل إرهاب دولة لا يمكن الصمت عنه، مشيراً إلى أن حكام تل أبيب تحولوا إلى قتلة مثل قتلة أجدادهم.
وفي 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، انتهت الهدنة الإنسانية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، التي أُنجزت بوساطة قطرية مصرية أمريكية، استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 15 ألفاً و523 شهيداً فلسطينياً، و41 ألفاً و316 جريحاً، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.