توعَّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول 2023، بأن طهران سترد على مقتل اثنين من قوات "الحرس الثوري" الإيراني في سوريا الأسبوع الماضي، جراء ضربات إسرائيلية استهدفت محيط العاصمة السورية دمشق.
جاء ذلك في رد كنعاني حول قيام إسرائيل بقتل اثنين من "الحرس الثوري" في سوريا، وقال المتحدث: "لن يمر أي عمل ضد مصالح إيران وقواتنا الاستشارية في سوريا دون رد".
كانت وسائل إعلام رسمية إيرانية قد أفادت، يوم 2 ديسمبر/كانون الأول 2023، بأن اثنين من أعضاء "الحرس الثوري" كانا يعملان كمستشارين عسكريين في سوريا قُتلا في هجوم إسرائيلي، في أول خسائر بشرية إيرانية يتم الإعلان عنها خلال الحرب في غزة.
واستهدفت غارات مواقع قرب العاصمة السورية دمشق، يوم السبت الماضي، بعد أقل من 24 ساعة على انتهاء هدنة استمرّت سبعة أيام بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس".
مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، قال إن "مقاتلَين سوريين يعملان مع حزب الله وضابطين من الحرس الثوري الإيراني قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية على مواقع لحزب الله قرب السيدة زينب"، جنوب دمشق.
أضاف المرصد أن الضابطين في "الحرس الثوري كانا هدف الإسرائيليين، وقد ضربوا الغارة فور دخولهما إلى موقع حزب الله".
من جانبه، أورد الموقع الإلكتروني للحرس "سباه نيوز" أن محمد علي عطائي شورجه وبناه تقي زاده، قُتلا بضربة إسرائيلية "أثناء أدائهما مهمة استشارية لصالح جبهة المقاومة الإسلامية السورية".
وتشنّ إسرائيل مئات الضربات الجوية على سوريا منذ اندلاع الحرب عام 2011. واستهدفت بشكل رئيسي فصائل مدعومة من إيران وعناصر "حزب الله" اللبناني إضافة إلى مواقع لجيش نظام بشار الأسد، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
يُذكر أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران في غارات جوية إسرائيلية على نفس المنطقة استهدفت مواقع تابعة لـ"حزب الله".
كذلك في أكتوبر الماضي أدّت ضربات إسرائيلية إلى خروج المطارين السوريين الرئيسيين في دمشق وحلب عن الخدمة مرّات عدة خلال أسبوعين فقط، ولا يزال مطار دمشق الدولي خارج الخدمة منذ ضربة طالته في 22 تشرين الثاني/نوفمبر بعد ساعات من عودته للخدمة.
ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها عازمة على التصدّي لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في هذا البلد.