وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى العاصمة القطرية الدوحة، الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول 2023، تلبية لدعوة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، للمشاركة في الاجتماع التاسع للجنة الاستراتيجية العليا المقرر عقده بين البلدين، وكان في استقبال أردوغان في مطار حمد الدولي، نائب رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الدولة لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية، وسفير أنقرة في الدوحة محمد مصطفى كوكصو، ومسؤولون آخرون.
ويرافق الرئيس التركي، عقيلته أمينة أردوغان، ووزراء الخارجية هاكان فيدان، والطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، والخزانة والمالية محمد شيمشك، والدفاع يشار غولر.
وفد تركي رفيع يرافق أردوغان إلى قطر
يضم الوفد أيضاً وزير الصناعة والتكنولوجيا فاتح كاجر، والتجارة عمر بولات، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، وكبير مستشاري الرئيس، السفير عاكف تشاغطاي قليتش.
وأفادت دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية، في بيان، الإثنين، بأن الرئيس أردوغان سيقوم بزيارة رسمية لقطر يومي 4 و5 ديسمبر/كانون الأول. ولفت البيان إلى أن اجتماع اللجنة الاستراتيجية العليا سيعقد اليوم في الدوحة برئاسة الرئيس أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم.
وسيتم خلال الاجتماع استعراض العلاقات التركية القطرية بكافة جوانبها، ومناقشة سبل تعميق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. ومن المنتظر أن يتم خلال المباحثات مع قطر، الشريك الاستراتيجي لتركيا، تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية وعالمية في مقدمتها الهجمات الإسرائيلية على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي إطار الزيارة، سيحضر الرئيس أردوغان أيضاً القمة الرابعة والأربعين لمجلس التعاون الخليجي، التي ستعقد يوم الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول، بدعوة من أمير قطر، بصفته رئيساً للدورة الحالية لمجلس التعاون.
في سياق متصل فقد قال السفير القطري لدى تركيا محمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني، إن الاجتماع التاسع للجنة الاستراتيجية القطرية التركية العليا المقرر عقده الإثنين، فرصة لبحث تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وبحث القضايا الإقليمية والدولية.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع السفير القطري، قبيل الاجتماع المزمع عقده بالعاصمة القطرية الدوحة في 4 ديسمبر/كانون الأول 2023، بمشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتشهد العلاقات التركية القطرية أفضل أوقاتها على مختلف الصعد، السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، وسط تقارب كبير سجله البلدان منذ العقد الماضي.
وقال آل ثاني: "إن مثل هذه الاجتماعات تشكل فرصة لمناقشة العلاقات الثنائية بجميع أبعادها، وتبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية المهمة، المدرجة في جدول الأعمال المشترك".
الذكرى الخمسون لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين قطر وتركيا
أعرب السفير القطري عن سعادته باستضافة الدوحة الاجتماع الذي وضعت لبناته الأولى في 2014، وتكلّل في السنوات التالية بتوقيع عديد من الاتفاقيات، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية وغيرها.
وأشار آل ثاني إلى أن الاجتماع التاسع للجنة يأتي بالتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين قطر وتركيا في 1973، مؤكداً أنه "من المنتظر توقيع عدد من الاتفاقيات خلاله".
ووفق السفير، "أحرزت علاقات البلدين تقدماً كبيراً منذ تأسيسها، وتوّجت بتوقيع الشراكة الاستراتيجية، تلبية لما تعكسه العلاقة النموذجية بين البلدين".
وعن المواقف المشتركة بين البلدين، قال السفير القطري إن "الدولتين حافظتا على موقفهما القوي ضد التحديات الإقليمية التي واجهتهما في السنوات الماضية، وتمكنتا من التغلب على الصعوبات من خلال العمل في تعاون وثيق، باعتبارهما دولتين صديقتين وشقيقتين".
وأضاف أن أنقرة والدوحة "نهضتا معاً كجزيرتين من الاستقرار في المنطقة والعالم بأسره، من خلال التنسيق بين البلدين في كثير من الملفات الهامة بالمنطقة، والرؤى المشتركة إزاء العديد من القضايا، لا سيما الجهود الكبيرة في حل النزاعات، وإحلال السلام والأمن والاستقرار".
علاقات استراتيجية بين قطر وتركيا
وصف العلاقة الاستراتيجية بين تركيا وقطر بأنها "من دعائم التوازن في المنطقة، وشكلت ضمانة حقيقية في مواجهة كثير من التحديات والمخاطر السياسية والأمنية والاقتصادية".
وتعززت العلاقات القطرية التركية، بحسب السفير، على أساس "المنفعة المتبادلة في العديد من المجالات، من الاقتصاد إلى الدفاع، ومن التجارة إلى الاستثمارات".
وبحسب المعطيات التي كشف عنها السفير القطري، "سجل التبادل التجاري بين البلدين نمواً بنحو 17% في 2022، ليبلغ نحو 2.2 مليار دولار، مقارنة بعام 2021، حيث بلغ 1.8 مليار دولار".
وأشار آل ثاني إلى "نشاط العديد من الشركات القطرية في تركيا، والتي يبلغ رأس مالها 33.2 مليار دولار". وأكد "تنامي القطاع الخاص القطري في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، في العديد من مجالات الاستثمار الداعمة للاقتصاد التركي".
وختم حديثه بالقول: "ما يدعو إلى السرور، أن العلاقات المتميزة بين بلدَينا تُظهِر نفسها في أقوى صورة بمجال الاستثمار، والتعاون السياسي والاقتصادي والمالي والتجاري، والتي ستظلّ من الركائز الأساسية لشراكتنا الاستراتيجية".
وبحسب بيانات رسمية سابقة، عقد الرئيس أردوغان وأمير قطر أكثر من 30 قمة مشتركة منذ عام 2014.
وتأسست اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين البلدين في ديسمبر/كانون الأول 2014، وتعقد اجتماعاتها كل عام على أعلى مستوى، وهي آلية للتشاور حول العلاقات القطرية التركية، وتمثل أحد أهم مؤشرات العلاقات الثنائية المكثفة والقوية.
ونتج عنها ما يزيد على 80 اتفاقية بجميع المجالات، تسهم في تعزيز وإثراء العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين.
وفي ظل العلاقات المتطورة بين البلدين، أصبحت تركيا من أكثر الدول الجاذبة للاستثمارات القطرية في عدة مجالات. وبحسب إحصائيات الملحقية التجارية بالدوحة، هناك ما يزيد على 700 شركة تركية تعمل في قطر بمختلف القطاعات، بجانب 200 شركة قطرية تعمل في مجموعة واسعة من القطاعات بتركيا.