تصاعدت لغة التحريض وخطاب الكراهية الصادر من المؤسسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في شهر فبراير/شباط 2023، شاركت فيه صفحات وحسابات رسمية تتبع الحكومة الإسرائيلية وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي وجهاز الحكم العسكري الإسرائيلي في الضفة المحتلة، وشملت تهديدات وتحريضاً على طرد الفلسطينيين وهدم بيوتهم وقتلهم ومعاقبتهم والتنكيل بهم، كان أبرزها بالتزامن مع اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال على بلدة حوارة جنوب نابلس، والدعوة إلى "إبادة البلدة وحرقها بالكامل"، كما صدر عن وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريش.
خلال ذلك، وثق مركز صدى سوشال خلال شهر فبراير/شباط 2023، أكثر من 34 منشوراً تتضمن خطاب كراهية وتحريضاً ضد الفلسطينيين تركز في تويتر بواقع 31 منشوراً، و3 منشورات على فيسبوك، بالإضافة إلى رسائل خاصة من مستوطنين وصلت إلى حسابات صحفيين ونشطاء فلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وحملات للتبليغ ضد الصفحات والحسابات التي قدمت محتوى فلسطينياً على مواقع التواصل، ومقالات نشرت باللغة العبرية في الصحف الإسرائيلية تحرض على الفلسطينيين.
كذلك وثق التقرير ما يزيد عن ثلاثة آلاف انتهاك رقمي للمحتوى الفلسطيني على منصات التواصل وهو ضعف 41 مرة عن الانتهاكات المرصودة عن نفس الشهر من العام الماضي، وترتفع بذلك الانتهاكات إلى 14 ألف انتهاك منذ بدء طوفان الأقصى.
كذلك تنوعت الانتهاكات الرقمية، فتعرضت 32% من الحسابات والصفحات للحذف الكلي، فيما كانت باقي النسبة من الشكاوى في التقييد المختلف للمحتوى من منع نشر ومنع بث مباشر ومنع تمويل إعلانات.
في حين زادت نسبة الصحفيين والمؤسسات الإعلامية التي تعرضت لانتهاكات رقمية، لنقلها المحتوى الفلسطيني بما يشكل 55% من مجمل الانتهاكات بزيادة مقدارها 10% عن أكتوبر/تشرين الأول .
في السياق ذاته، تم رصد أكثر من 27 ألف محتوى تحريضي باللغة العبرية ولغات أخرى ضد الفلسطينيين منذ طوفان الأقصى، وتضمنت دعوات للقتل الصريح وتشهيراً بالصحفيين وملاحقة الصحفيين.
كما تصاعد في "إكس" كذلك الشكاوى حول تقييد المنصة للمحتوى الفلسطيني، وذلك عقب زيارة إيلون ماسك إلى إسرائيل.
في الوقت نفسه، تلقى صدى سوشال شكاوى تتمثل في انتهاك شركة ميتا لخصوصية المستخدمين عبر تطبيق المحادثات الخاصة ماسنجر من خلال تفعيل التمييز الخوارزمي وحجب إمكانية إرسال رسائل تتعارض مع معايير مجتمع ميتا في المحادثات الخاصة وحذف بعض الرسائل بعد إرسالها، كما حظرت ميتا نشر أو تداول أغنية أعدها نشطاء فلسطين.
بالإضافة إلى ذلك، حذف تطبيق ماسنجر الرسائل التي تحوي بعض المقاطع حول العدوان الأخير وتحديداً التي تنشرها التنظيمات الفلسطينية السياسية والعسكرية،
كما تحظر منصة ماسنجر المستخدمين من إرسال رابط الموقع الإلكتروني الرسمي ورابط قناة التلغراف لبعض المؤسسات الإعلامية الفلسطينية وأخرى للتنظيمات والفصائل الفلسطينية عبر المحادثات الخاصة.
أما واتساب فرصد صدى سؤال تزايدت إنفاذ الرقابة وانتهاك خصوصية المستخدمين عبره؛ من خلال حظر أكثر من خمسين رقماً لمستخدمين فلسطينيين أكثر من 87 منهم صحفيون في غزة.
وفي إطار ذلك، يجدد المركز دعوته لجميع من يتقنون اللغة العبرية بالتبليغ عن أي محتوى يحمل كراهية وتحريضاً ضد الفلسطينيين صادراً عن الاحتلال الإسرائيلي، حتى يتسنى للمركز القيام بعمله في التواصل مع المنصات وإزالته.
أما فيما يخص الانتهاكات الرقمية للمحتوى الفلسطيني، فوثّق المركز أكثر من 105 شكاوى لانتهاكات رقمية عبر منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة، حيث تلقت حسابات فلسطينية عدداً من البلاغات على أنها مخالفات لسياسات المحتوى والذي تسبب بقيود بالنشر والوصول وحظر النشر ومنع تصوير مقاطع بث مباشر، وحذفِ 59 حساباً وصفحة فلسطينية.
وما زالت منصات ميتا تحتل مقدمة المنصات المنتهكة للحقوق الرقمية الفلسطينية، بواقع 89 انتهاكاً على فيسبوك، و6 انتهاكات على إنستغرام، وانتهاك واحد في واتساب، وذلك رغم توعد ميتا المستمر بالكف عن سياساتها التمييزية بحق المحتوى الفلسطيني.
أما في المنصات الأخرى، فوثق مركز صدى سوشال 7 انتهاكات رقمية على منصة تويتر، وانتهاك واحد على تيك توك، أما منصة كلوب هاوس فانتهكت خلال الشهر المنصرم محادثة صوتية لتناولها محتوىً فلسطينياً.
وتستمر منصات التواصل الاجتماعي في محاربة الإعلام الفلسطيني من خلال تقييد وحذف حسابات الصحفيين، لنشرهم أخباراً تتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث رصد مركز صدى سوشال 61 انتهاكاً من مجمل الانتهاكات بحق حسابات الصحفيين والمؤسسات الإخبارية.
وعليه، يؤكد مركز صدى سوشال على مساعيه الحثيثة لرصد الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني والعمل على متابعتها مع إدارات المنصات المختلفة، وما زال يعمل على استعادة العديد من الحسابات التي تتعرض للحظر، ويشدد المركز على ضرورة الإبلاغ عن أي مساس بحرية النشر أو تقييد الاستخدام على فضاء الإنترنت في فلسطين، وأهمية توثيق هذه الانتهاكات انطلاقاً من أهمية التواجد على المنصات الرقمية ونقل الرواية الفلسطينية بشكل عادل وضرورة احترام حق حرية التعبير والنشر الذي تضمنه المواثيق الدولية كافة.
جدير بالذكر أنه ومنذ صباح الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
يذكر أنه في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل حرباً مدمرة على القطاع خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.