أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، وجود آلاف القتلى تحت الأنقاض، ولم تتمكن طواقمه من انتشالهم جراء قصف إسرائيلي متواصل على القطاع، و"عجز كبير جداً" في الإمكانات والآليات.
المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني، الرائد محمود بصل، قال في بيان نشرته وزارة الداخلية في غزة: "طواقمنا لم تسلم من القصف الإسرائيلي"، مضيفاً: "هناك عجز واضح وكبير جداً في إمكاناتنا وآلياتنا، لا يمكننا التعامل مع الجثامين تحت الأنقاض في غزة وشمال القطاع".
وتابع بصل: "ما زلنا نناشد ضرورة إدخال طواقم وآليات لدعم جهاز الدفاع المدني بغزة.. آلاف الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض ولا نستطيع انتشالهم".
وواصل الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، استهداف المنازل السكنية جنوبي قطاع غزة بشنّ غارات مكثفة، وذلك لليوم الثالث على التوالي بعد انتهاء الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل، ما تسبب في ارتقاء شهداء وجرحى من المدنيين الفلسطينيين.
"تثير الرعب"
يأتي ذلك بينما حذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس، الأحد، من أن وضع القطاع الصحي في غزة "لا يمكن تصوره"، وشدد على أن التقارير عن القصف الإسرائيلي العنيف "تثير الرعب".
غيبريسوس قال في تغريدة على منصة "إكس" إن "التقارير التي تتحدث عن الأعمال العدائية المستمرة والقصف العنيف في غزة تثير الرعب"، مضيفاً: "أمس (السبت) زار فريقنا مستشفى ناصر الطبي في الجنوب (جنوب القطاع)، وكان مكتظاً بـ1000 مريض، أي 3 أضعاف طاقته الاستيعابية".
وتابع: "كان فيه (المستشفى) عدد لا يحصى من الناس يبحثون عن مأوى في كل ركن من أركانه، كان المرضى يتلقون الرعاية على الأرض، ويصرخون من الألم"، مشدداً على أن "هذه الظروف غير مناسبة على الإطلاق، ولا يمكن تصورها في مجال توفير الرعاية الصحية".
وختم غيبريسوس بالقول: "لا أستطيع إيجاد كلمات قوية بما يكفي للتعبير عن قلقنا إزاء ما نشهده"، مجدِّداً الدعوة إلى "وقف إطلاق النار الآن".
وفي 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، انتهت هدنة إنسانية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية مصرية واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وطيلة فترة الهدنة أكدت مصادر طبية في شمال غزة عدم تسلم المنطقة أي قطرة من الوقود اللازم لتشغيل الآليات ورفع الأنقاض لانتشال القتلى.
ومنذ انتهاء الهدنة هاجم الجيش الإسرائيلي ما يزيد على 400 هدف في جميع أنحاء غزة، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، بحسب بيان له السبت؛ ما أسفر عن مقتل قرابة 200 فلسطيني، ليرتفع عدد القتلى حتى ظهر السبت إلى 15 ألفاً و207، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 40 ألفاً و650، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة، خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
فيما قتلت حركة "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 وأسرت نحو 239، بادلت العشرات منهم خلال الهدنة مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 7 آلاف فلسطيني بينهم أطفال ونساء.