نشرت كتائب القسام في وقت متأخر من ليل الخميس 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، فيديو يظهر عملية تسليم الدفعة السابعة من صفقة التبادل مع الاحتلال، والتي شملت 8 إسرائيليين.
حيث أظهرت اللقطات عمليتي التسليم، حيث تمت الأولى في ساعات عصر الخميس، في ميدان الساحة وسط مدينة غزة، وسط حشد كبير من الأهالي، حيث تم تسليم أسيرتين إسرائيليتين إلى الصليب الأحمر.
في هذه اللقطات تحدثت إحدى الأسيرات، وهي "مايا شيم بات"، حيث قالت إن "كل شيء كان جيداً، والناس كانوا لطفاء"، فيما يشار إلى أن هذه الأسيرة قد ظهرت في فيديو سابق خلال الحرب، وقد طالبت حكومة الاحتلال بالعمل على الإفراج عنها.
كما أظهر الفيديو عملية التسليم الثانية التي تمت في وقت متأخر من ليل الخميس، وشملت 6 أسرى إسرائيليين، تم تسليمهم إلى الصليب الأحمر، وقد تبادلوا التحية مع مقاتلي "القسام" قبل رحيلهم، ومنهم من قال لهم: "شكراً".
ورغم التكتيم الإعلامي، كشف أقارب أسرى إسرائيليين، تم الإفراج عنهم في الدفعة الأولى من صفقة التبادل، أن ذويهم لم يتعرضوا لأي "معاملة سيئة" أو اعتداء خلال فترة احتجازهم في قطاع غزة.
حيث نقل أحد الأقارب عن أسير مفرَج عنه ما رواه عن فترة احتجازه بغزة، قائلاً: "في البداية لم يكونوا مع كثير من الأشخاص، وفي مرحلة ما أُضيف إليهم المزيد. كان لديهم راديو وتلفزيون هناك، وكانوا يسمعون أخباراً من إسرائيل. سمعت روثي في الراديو أن ابنها (روي موندير) قد قُتل".
كما أكد أحد الأقارب، نقلاً عن أسيرة مسنّة أخرى أُفرج عنها، أنهم "لم يمروا بأي شيء مزعج، لقد عوملوا بطريقة إنسانية، ولم تكن هناك قصص رعب اعتقدنا أنها موجودة".
وطالبت تل أبيب جميع الأسرى الإسرائيليين الذين تم الإفراج عنهم بعدم الحديث إلى وسائل الإعلام، وذلك بعد أن كشفت أسيرتان أُفرج عنهما قبل عدة أسابيع، أنه تمت معاملتهما بطريقة إنسانية، وهو ما يكذب رواية الاحتلال التي تصف مقاتلي المقاومة وأهالي غزة بـ"الحيوانات البشرية".
فقد كشفت المستوطنة الإسرائيلية يوخفد ليفشيتز، التي أفرجت عنها كتائب القسام، في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كيف تعامل معها أفراد المقاومة خلال فترة احتجازها داخل قطاع غزة، وأكدت أنها لم تتعرض للإيذاء.
حيث قالت ليفشيتز: "حماس عاملتنا بلطف، ولبّت جميع احتياجاتنا، وخضعتُ لفحص طبي أثناء احتجازي"، وأضافت أن أفراد القسام "أكدوا لي أنهم مسلمون، ولن يتعرضوا لنا بالإيذاء، وكنا نتناول الطعام نفسه الذي يتناولونه"، على حد تعبيرها.
وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، هدنة إنسانية لأربعة أيام، تم تمديدها يومين إضافيين، ومن بنودها وقف مؤقت لإطلاق النار، وتبادل أسرى، وإدخال مساعدات لغزة.
وعلى مدار 6 أيام، تسلمت إسرائيل 70 أسيراً من النساء والأطفال مقابل الإفراج عن 210 فلسطينيين من الأسرى النساء والأطفال أيضاً في سجون إسرائيل بموجب صفقة التبادل.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت المقاومة الفلسطينية هجوماً على مستوطنات غلاف غزة، قتلت خلاله أكثر من 1200 إسرائيلي، وأصابت أكثر من 5 آلاف وأسرت نحو 239، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلي.
بينما شنّت إسرائيل حرباً مدمرة على القطاع خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.