ضربات الحوثي تغيّر خريطة طريق بعض السفن لإسرائيل.. تكاليف الشحن أصبحت أعلى من ذي قبل

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/27 الساعة 12:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/27 الساعة 12:07 بتوقيت غرينتش
سفينة غالاكسي ليدر التي استولى عليها الحوثيون في البحر الأحمر - رويترز

أصبحت سفن تجارية تغيّر من طريقها للوصول إلى إسرائيل، وذلك بعد الهجمات التي أعلن عنها الحوثيون في مياه البحر الأحمر، والتي تستهدف سفناً مملوكة لإسرائيليين، ضمن تصعيد الحركة ضد الاحتلال جراء حربه على قطاع غزة، وأدى ذلك إلى ارتفاع تكاليف الشحن. 

يهودا ليفين، رئيس قسم الأبحاث في شركة Freightos للتكنولوجيا الفائقة، وهي منصة رقمية لإدارة الشحن، أقرّ بزيادة في أسعار شحن البضائع التي تأتي إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي من الصين أو العكس بعد الحرب، وفقاً لما أوردته صحيفة Globes الإسرائيلية، الإثنين 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

ليفين قال للصحيفة: "طال هذا بالفعل جميع البضائع التي تصل إلى ميناء أسدود في إسرائيل من الصين، التي بدأ سعرها في الارتفاع في الأسابيع الأخيرة، وهذا انحراف عن الاتجاه السائد في التجارة بين آسيا ومنطقة البحر المتوسط، حيث شهدنا بالفعل انخفاضاً طفيفاً في الأسعار خلال تلك الفترة". 

تحدث ليفين، الذي يسمح له منصبه بالاطلاع على معلومات جميع قنوات الشحن حول العالم، عن بداية الضرر الذي لحق بالتجارة بين آسيا وإسرائيل، فعلى سبيل المثال، ابتعدت السفن الأخرى في أسطول Ray Shipping التابع لرجل الأعمال رامي أنغر، الذي خطف الحوثيون سفينة له، عن مضيق باب المندب في المنطقة اليمنية لتجنب الأضرار. 

كانت سفينة Globis Star، التابعة لشركة أنغر بالبحر الأحمر ومرت عبر قناة السويس، في طريقها إلى الصين، لكنها عادت بعد الهجوم على Galaxy ورست في القناة، يوم الإثنين الماضي 20 نوفمبر/تشرين الثاني.

كذلك كانت سفينة أخرى في الأسطول نفسه، تحمل اسم Hermes Leader، موجودة بالفعل بالقرب من ساحل اليمن وقت الهجوم، وعادت أيضاً شمالاً في البحر الأحمر، واضطرت سفينتان أخريان على الأقل لهما اتصالات إسرائيلية إلى تغيير مسارهما منذ عملية الاستيلاء.

سفينة "غالاكسي ليدر" التي أعلن الحوثيون الاستيلاء عليها – رويترز

يزعم ليفين أنَّ عدة سفن لها اتصالات مع إسرائيل اضطرت بالفعل إلى الإبحار حول أفريقيا، أو يخطط بعضها لفعل ذلك، وهو طريق قد يزيد من تكلفة الرحلة ويطيل مدتها لأسبوعين.

يضيف ليفين أن "السفن الإسرائيلية أو شبه الإسرائيلية تزيد من عدد أفراد الأمن على متنها، الأمر الذي يستلزم تكاليف. حتى إنَّ شركة Zim أعلنت أنها سترفع علاوة المخاطرة على كل حاوية بأكثر من 100 دولار، ويمكن الافتراض أنَّ هذه الخطوة أدت بالفعل إلى زيادة في أسعار حاويات الشحن على الطرق الدولية المؤدية إلى موانئ إسرائيل".

وبحسب بيانات شركة Freightos، فإنَّ سعر الشحن لكل حاوية من الصين إلى ميناء أسدود، ارتفع بنسبة تتراوح بين 9% و14% في الأسبوعين الأخيرين، من شهرأكتوبر/تشرين الأول 2023، ما يضعها عند سعر أعلى بنحو 5% منذ اندلاع الحرب. 

يختلف ذلك عن التغير في أسعار الشحن بين دول آسيا، ومنطقة البحر المتوسط، ​التي انخفضت فعلياً بنسبة 7% في الأسبوعين الأخيرين من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبنسبة 8% منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

يضيف ليفين أنَّ حركة السفن إلى الموانئ الإسرائيلية لم تشهد تغيراً ملحوظاً منذ اندلاع الحرب، لكن بسبب التأخير الذي يرجع على ما يبدو لنقص القوى العاملة أو إطلاق الصواريخ، سُجِّلَت اختناقات مرورية بأعداد أكبر من المعتاد.

في هذا الصدد، أبلغت شركة الشحن MSC عن اختناقات مرورية عند مدخل ميناء أسدود، وحوّلت شركة Evergreen سفنها إلى ميناء حيفا.

كانت جماعة الحوثي قد توعدت أكثر من مرة، باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية "نصرة لقطاع غزة"، داعية الدول إلى "سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن"، بعدما أعلنت مراراً عن استهداف إسرائيل بعدد كبير من الصواريخ والمسيّرات.

إلى جانب سفينة "غالاكسي ليدر"، هاجم الحوثيون، يوم السبت 25 نوفمبر/تشرين الثاني، سفينة سنغافورية يديرها الملياردير عيدان عوفر، باستخدام طائرة إيرانية من دون طيار من نوع "شهيد". وبحسب وكالة The Associated Press، تعرضت السفينة لأضرار دون وقوع إصابات.

Image
المسار الذي سلكته سفينة "غالاكسي ليدر" قبل الاستيلاء عليها من قبل الحوثيين

بخلاف بعض الهجمات المحددة على السفن المملوكة جزئياً لإسرائيل، فإنَّ التهديد الأساسي لا يقتصر بالضرورة على طرق الشحن الإسرائيلية، بل على وجود شراكة من أي نوع بين أصحاب الأعمال الإسرائيليين وشركات الشحن الأجنبية، وفقاً لما أوردته صحيفة Globes الإسرائيلية.

يأتي هذا فيما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة، وقتل الاحتلال 14 ألفاً و854 فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد عن 75% أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

كما خلّف هجوم الاحتلال دماراً هائلاً في البنية التحتية، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.

تحميل المزيد