قالت الأسيرة المحررة إسراء الجعابيص في أول حديث لها أمام وسائل الإعلام بعد تحررها، السبت 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل بين حماس والاحتلال: " نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة".
وقالت إسراء بعد وصولها للمنزل: "هناك الكثير من الجرحى داخل سجون الاحتلال، ويجب العمل على تحرير كل الأسرى من سجون الاحتلال".
واقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال منزل الأسيرة إسراء الجعابيص في بلدة جبل المكبر جنوب القدس، حيث اشترطوا إخراج كل الصحفيين والأهل من المنزل، قبل أن تخرجهم بالقوة وتبعدهم عن المنزل.
وأظهرت فيديوهات قمع قوات الاحتلال للأهالي والصحفيين وإبعادهم بالقوة عن المنزل.
حيث اشترط الاحتلال إخلاء منزل الجعابيص قبيل الإفراج عنها ضمن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وفي وقت لاحق، وصلت الأسيرة إسراء الجعابيص إلى منزلها.
وقضت الجعابيص 7 سنوات داخل السجون الإسرائيلية، من أصل 11 سنة قضت المحكمة الإسرائيلية بسجنها، وهي واحدة من 6 أسيرات شملهن اتفاق تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال، ضمن "الدفعة الثانية".
وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015 أثناء عودة إسراء من مدينة أريحا إلى القدس، وقرب حاجز الزعيم تعطلت سيارتها، فأطلقت قوات الاحتلال النيران على السيارة، مما أدى إلى انفجار أسطوانة غاز كانت فيها ونشوب حريق كبير، وفقاً لما أوردته عائلتها عن تفاصيل الحادثة.
تعرضت إسراء نتيجة لذلك إلى حروق تراوحت بين الدرجة الأولى والثالثة طالت 50% إلى 60% من جسدها، وفقدت أصابع يديها كافة، وتشوه وجهها، والتصقت أذناها برأسها، وفقدت قدرتها على رفع يديها نتيجة لالتصاقات الجلد في مناطق مختلفة.
ولكن سلطات الاحتلال اعتقلتها بتهمة محاولة قتل جندي إسرائيلي، وحكمت عليها بالسجن 11 عاماً، ومنعتها من تلقي العلاج الذي تحتاجه، وتعمدت إهمالها على الرغم من حاجتها لثماني عمليات جراحية، كما منعت عنها إدارة السجن المسكنات والأدوية التي تحتاجها، واكتفت بتوفير مرهم لتبريد الحروق لا تزيد سعته على 20 ملم يصرف لها كل 3 أيام، وهي كمية قليلة لا تكفي لتغطية كافة مناطق الحروق في جسد إسراء.
وقد حاولت عائلة إسراء عن طريق مؤسسات إنسانية محلية ودولية الحصول على إذن لإدخال طبيب لمعالجة ابنتهم متكفلين بكافة المصاريف، لكن إدارة السجون الإسرائيلية رفضت ذلك، وقد أطلق الناشطون عدة حملات إلكترونية، ونشروا عدة وسوم على موقع "إكس" في محاولة للإفراج عنها، لكن كل المحاولات قوبلت بالرفض.
ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة إطلاق 50 أسيراً إسرائيلياً من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت، حتى مساء الخميس، 14 ألفاً و854 شهيداً فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بينما تجاوز عدد المصابين 36 ألفاً، بينهم أكثر من 75% أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.