صرّح رئيس هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس، بأن سلطات الاحتلال لم تلتزم الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ببنود اتفاق الهدنة التي نصّت على تحرير الأسرى حسب الأقدمية، مؤكداً أنهم لا يعرفون المكان الذي سيخرج منه أسرى الدفعة الثانية.
وفي مؤتمر صحفي، أضاف فارس أن إسرائيل كانت تنوي تسليم الأسرى اليوم السبت 25 نوفمبر/تشرين الثاني في أريحا، لكنهم رفضوا ذلك، وأن فصائل المقاومة الفلسطينية مستاءة من تلاعب إسرائيل بلوائح الأسرى.
وتابع رئيس هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية: "حتى اللحظة لا نعلم أين سيكون مكان الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى".
وحمّل فارس الاحتلال مسؤولية مصير معتقلي غزة، الذي يرفض إعطاء معلومات عنهم، ولا بد من تدخل الأمم المتحدة للكشف عن مصيرهم.
وكشفت مصلحة السجون الإسرائيلية، السبت، عن تلقيها قائمة إضافية بأسماء 42 أسيراً وأسيرة فلسطينية، سيتم إطلاق سراحهم في إطار الدفعة الثانية من عملية التبادل بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي.
وقالت مصلحة السجون، في بيان نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "وردتنا قائمة بأسماء 42 أسيراً فلسطينياً سيتم إطلاق سراحهم اليوم السبت"، مضيفة أنه "سيتم نقل السجناء (الأسرى) حوالي الساعة 13:30 (11:30 تغ) إلى سجن عوفر (بالضفة)، حيث سيتم التعرف عليهم من قِبل الصليب الأحمر وانتظار وصول المختطفين الإسرائيليين".
وبحسب المصدر ذاته، سيتم بعد ذلك نقل الأسرى المفرَج عنهم إلى الحواجز ذات الصلة عبر الصليب الأحمر، وتحت حراسة شرطة حرس الحدود الإسرائيلية.
في المقابل، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إنه تم نقل قائمة تضم 13 أسيراً إسرائيلياً إلى الجانب الإسرائيلي، يُتوقع إطلاق حماس سراحهم في إطار المرحلة الثانية.
ودخلت الهدنة المؤقتة في قطاع غزة يومها الثاني، والتي يستمر بموجبها وقف إطلاق النار لمدة 4 أيام بعد 7 أسابيع من القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع المحاصَر، فيما يتواصل بالتوازي مع ذلك تدفق الشاحنات المحمّلة بالمواد الإغاثية والوقود بوتيرة أكبر عبر معبر رفح البري.
وينص الاتفاق الخاص بالهدنة بشكل عام على تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجَزين في السجون الإسرائيلية، على أن تزيد أعداد المفرَج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.
كما تسمح الهدنة، التي تستمر 4 أيام قابلة للتجديد، بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.
وقد جرى الجمعة تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث تم إطلاق سراح أول 39 امرأة وطفلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، ولمّ شملهم مع عائلاتهم، كما أفرجت حركة "حماس" عن 13 أسيراً إسرائيلياً من أطفال ونساء، ضمن صفقة التبادل.
وتُعد هذه الهدنة الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني، بينهم 6150 طفلاً، وأكثر من 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح.
وقد شهد سكان قطاع غزة، الجمعة، مع بدء سريان الهدنة، أول ليلة خالية من القصف الإسرائيلي المدمر منذ 7 أكتوبر الماضي، وسط آمال بأن تكون مقدمة لإنهاء هذا العدوان.