أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، قائمة الأسرى والأسيرات المشمولين في إفراجات السبت 25 أكتوبر تشرين الثاني 2023، وذلك بعد أن أكدت استجابتها للجهود المصرية القطرية التي تحركت لضمان استمرار اتفاق الهدنة المؤقتة.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت مساء السبت، قرارها تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى؛ حتى يلتزم الاحتلال ببنود الاتفاق المتعلقة بإدخال الشاحنات الإغاثية لشمال القطاع، ولعدم الالتزام بمعايير إطلاق سراح الأسرى المتفق عليها.
وفي القائمة التي أعلنت عنها حركة حماس 6 أسيرات هن بين الـ10 أسيرات الأقدم في سجون الاحتلال، وهن:
ميسون الجبالي
ولدت الأسيرة ميسون الجبالي عام 1995، لعائلة من قرية الشواورة شرق مدينة بيت لحم، وهي أخت لـ7 إخوة و5 أخوات.
بعد أن أنهت دراستها الثانوية التحقت بجامعة القدس في أبو ديس لتدرس الأدب الإنجليزي، لكنها لم تكمل دراستها، إذ اعتقلت في 29 يونيو/حزيران 2015 بعد أن طعنت مجندة إسرائيلية على حاجز "قبة راحيل"، وأدى ذلك إلى إصابتها بجروح متوسطة، لكن جنود الاحتلال تمكنوا من السيطرة على ميسون واعتقالها بعد الاعتداء عليها بالضرب المبرح.
وتأجل الحكم في قضية ميسون 14 مرة قبل أن يصدر بحقها حكم بالسجن الفعلي 16 عاماً في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وتقضي محكوميتها في سجن الدامون.
وقد لقبت بعميدة الأسيرات في نهاية عام 2021، إذ أصبحت أقدم الأسيرات الفلسطينيات، بعد إطلاق سراح أمل طقاطقة، التي كانت أقدم منها، وانتهت محكوميتها في ديسمبر/كانون الأول 2021.
شروق دويات
تعد شروق من سكان محافظة القدس، وتحديداً من قرية صور باهر الواقعة في الجنوب الشرقي لمدينة القدس، وكانت حين اعتقالها تدرس في جامعة بيت لحم.
عند اعتقالها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2015 كانت شروق متوجهة للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، فحاول مستوطن خلع حجابها فدافعت عن نفسها، ثم انهالت عليها رصاصات المستوطنين، وأصابتها في الصدر والكتف والرقبة من مسافة قريبة.
الطالبة الجامعية لم يتجاوز عمرها آنذاك 18 عاماً، ورغم عدم حملها لأي سلاح اتهمها الاحتلال بمحاولة طعن مستوطن، ورغم إصاباتها الخطيرة، أبقوها على الأرض نصف ساعة قبل أن يقتادوها إلى السجن وبقيت في أحد المستشفيات تنزف 4 أيام قبل إجراء العملية الجراحية.
وجهت لها المحكمة تهمة الشروع بالقتل طعناً بالسكين والإصابة بجروح متوسطة، وأرفقتها بشهادات مستوطنين ادعت شروعها بالطعن دون وجود السلاح المزعوم، ورغم وضعها الصحي إثر الإصابات عانت من المعاملة القاسية، ولم تتلقّ العلاج المناسب، وحرمت من زيارة عائلتها، وحكم عليها بالسجن 16 عاماً.
إسراء جعابيص
أسيرة مقدسية من قرية جبل المكبر جنوب القدس، ولدت عام 1986، وهي متزوجة ولديها طفل.
في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015 أثناء عودة إسراء من مدينة أريحا إلى القدس، وقرب حاجز الزعيم تعطلت سيارتها، فأطلقت قوات الاحتلال النيران على السيارة، مما أدى إلى انفجار أسطوانة غاز كانت فيها ونشوب حريق كبير، وفقاً لما أوردته عائلتها عن تفاصيل الحادثة.
تعرضت إسراء نتيجة لذلك إلى حروق تراوحت بين الدرجة الأولى والثالثة طالت 50% إلى 60% من جسدها، وفقدت أصابع يديها كافة، وتشوه وجهها، والتصقت أذناها برأسها، وفقدت قدرتها على رفع يديها نتيجة لالتصاقات الجلد في مناطق مختلفة.
ولكن سلطات الاحتلال اعتقلتها بتهمة محاولة قتل جندي إسرائيلي، وحكمت عليها بالسجن 11 عاماً، ومنعتها من تلقي العلاج الذي تحتاجه، وتعمدت إهمالها على الرغم من حاجتها لثماني عمليات جراحية، كما منعت عنها إدارة السجن المسكنات والأدوية التي تحتاجها، واكتفت بتوفير مرهم لتبريد الحروق لا تزيد سعته على 20 ملم يصرف لها كل 3 أيام، وهي كمية قليلة لا تكفي لتغطية كافة مناطق الحروق في جسد إسراء.
وقد حاولت عائلة إسراء عن طريق مؤسسات إنسانية محلية ودولية الحصول على إذن لإدخال طبيب لمعالجة ابنتهم متكفلين بكافة المصاريف، لكن إدارة السجون الإسرائيلية رفضت ذلك، وقد أطلق الناشطون عدة حملات إلكترونية، ونشروا عدة وسوم على موقع "إكس" في محاولة للإفراج عنها، لكن كل المحاولات قوبلت بالرفض.
نورهان عواد
تربت نورهان عواد ونشأت في مخيم قلنديا، شمال القدس المحتلة، اعتقلت وهي في الصف التاسع، وتنقلت في عدة سجون، إلى أن انتهى بها المطاف في سجن الدامون، ونالت الثانوية العامة وهي في الأسر بمعدل 94% في الفرع الأدبي، وواصلت تعليمها في جامعة القدس المفتوحة في تخصص التاريخ.
اعتقل الاحتلال نورهان في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بعدما استهدفها بـ3 رصاصات في ظهرها ورجلها وبطنها، في حين استشهدت قريبتها هديل عواد التي كانت معها، ويومها كانت في أحد شوارع القدس المحتلة أثناء توجهها للصلاة في القدس.
ووجهت إلى عوّاد تهمة تنفيذ عملية طعن في شارع يافا بالقدس، وحكمت عليها المحكمة بالسجن 13 عاماً ونصف عام، وبغرامة قدرها 30 ألف شيكل.
ولا تزال نورهان تعاني آلاماً شديدة نتيجة الرصاصة الموجودة في بطنها، ويرفض الاحتلال إجراءها أي عملية جراحية، ويحرمها من حقها في العلاج.
عائشة الأفغاني
ولدت عائشة يوسف عبد الله الأفغاني عام 1983، وتنحدر من حي رأس العامود في بلدة سلوان بجوار المسجد الأقصى المبارك.
اعتقلت قوات الاحتلال عائشة في 24 ديسمبر/كانون الأول 2016، في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس، ووُجهت إليها تهمة حيازة سكين ونية القيام بعملية طعن، وحُولت إلى التحقيق في معتقل المسكوبية، وهناك تعرضت للتعذيب لمدة تزيد على شهر، ثم أدانتها النيابة العسكرية بتهمة تنفيذ عملية طعن.
ماطلت سلطات الاحتلال بمحاكمتها وأجلت جلسات المحكمة 17 مرة، واحتجزتها أكثر من 3 سنوات قبل أن يصدر في حقها حكم بالسجن 15 عاماً، وتقضي محكوميتها في سجن الدامون، وتعاني من مشاكل صحية متعددة، وتمنع عنها إدارة السجن العلاج.
فدوى حمادة
ولدت فدوى نزيه كمال حمادة في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني 1987، وهي من بلدة صور باهر جنوب القدس المحتلة، درست إدارة الفنادق والمحاسبة في رام الله، أم لـ5 أطفال أصغرهم كانت تبلغ من العمر 4 أشهر وأكبرهم بلغ 8 سنوات حينما اعتقلت والدتهم.
اعتقلت في 12 أغسطس/آب 2017 من أمام باب العمود أثناء ذهابها إلى طبيبها، واتهمها الاحتلال بمحاولة تنفيذ عملية طعن، ثم اعتقل زوجها بعدها مباشرة بعد اقتحام بيتهم.
استمر اعتقالها وزوجها أسبوعين بدون أن يعرف أحد مكانهما، حاولت سلطات الاحتلال إقناعها بالاعتراف بالتهمة الموجهة إليها، ثم هُددت بإيذاء أطفالها وهدم بيتها، ولكن دون جدوى. أفرج الاحتلال عن زوجها في حين بقيت هي بانتظار محاكمتها.
واستمر تأجيل محاكمتها 18 شهراً، حتى حكم عليها بالسجن 20 سنة وغرامة 30 ألف شيكل، ثم استأنف الحكم وخُفّض إلى 10 سنوات. كانت أول زيارة لأطفالها بعد سنة ونصف من الاعتقال تمكنت حينها من رؤيتهم من خلف زجاج عازل يفصل بينهم.
عانت حمادة من ظروف اعتقال صعبة، وتعرضت للعزل الانفرادي مرتين، الأولى في سجن الجلمة مدة 73 يوماً متتالية، والثانية استمرت 105 أيام، وعاشت أوضاعاً صعبة في سجن الدامون خصوصاً في أيام البرد.
وتصدّت فدوى لسجّانة إسرائيلية حاولت إهانة إحدى زميلاتها الأسيرات، مما أدى إلى عزلها برفقة الأسيرة المحررة جيهان حشيمة ما يزيد على 70 يوماً، إضافة لمزيد من العقوبات، منها تكبيل يديها وقدميها أثناء الزيارة، مما أدى إلى تعثرها وكسر قدمها.
والجمعة، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 39 فلسطينياً، 24 امرأة و15 طفلاً، وأفرجت حركة "حماس" عن 13 أسيراً إسرائيلياً من أطفال ونساء، ضمن صفقة التبادل التي أبرمت بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة إطلاق 50 أسيراً إسرائيلياً من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت، حتى مساء الخميس، 14 ألفاً و854 شهيداً فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بينما تجاوز عدد المصابين 36 ألفاً، بينهم أكثر من 75% أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.