أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، السبت 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أنه تم إخلاء المستشفى الإندونيسي بالكامل، كما يتم العمل على إخلاء باقي الجرحى من مجمع الشفاء الطبي، وذلك في ثاني أيام الهدنة التي توصلت إليها حركة المقاومة حماس مع الاحتلال الإسرائيلي بوساطة قطرية.
وقال القدرة، إن "المساعدات الطبية التي دخلت قطاع غزة غير كافية، وهي أقل بكثير مما كان يدخل سابقاً"، كما حذّر من أن الوضع الصحي في قطاع غزة سيئ جداً وكارثي للغاية ومنهار، ولا توجد أي مقومات صحية، على حد قوله.
وفي وقت سابق، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مجمع "الشفاء" الطبي بمدينة غزة، بعد مرور نحو 10 أيام على اقتحامه وتدمير أجزاء فيه، وفق شهود عيان ومصادر محلية، وذكر مصدر طبي في المجمع، أن نحو 180 مريضاً و7 من الأطقم الطبية ما زالوا موجودين في مستشفى الشفاء.
الصحة العالمية قلقة
فيما أعربت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، عن قلقها على الكوادر الطبية في مجمع الشفاء، مؤكدة عدم حصولها على أي معلومات بشأن مصير مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية، الذي اعتقلته القوات الإسرائيلية الثلاثاء الماضي.
وقالت المنظمة في بيان لها إن "أبو سليمة اعتُقل (من قبل الجيش الإسرائيلي)، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، مع 5 آخرين من العاملين في المجال الصحي، أثناء مشاركتهم في مهمة قادتها الأمم المتحدة لإجلاء مرضى"، وأضافت: "في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، وبالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، شاركت منظمة الصحة العالمية في بعثة أخرى مشتركة للأمم المتحدة لنقل 151 من المرضى وذويهم والعاملين الصحيين المرافقين لهم من مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة".
وتابعت: "خلال هذه البعثة، نقل الفريق 73 مريضاً مصاباً باعتلالات أو إصابات خطيرة، ونُقل المرضى في 14 سيارة إسعاف وفّرتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وزوّدتها بطواقمها، بالإضافة إلى حافلتيْن، ورافق المرضى 8 عاملين صحيين و70 فرداً من أفراد أسرهم".
وأردفت: "تعرّض 3 موظفين طبيين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني و3 آخرون من وزارة الصحة إلى الاحتجاز" وأوضحت المنظمة أنه تم "إطلاق سراح اثنين من العاملين الصحيين الستة المحتجزين. ولا تتوفر لدينا أي معلومات حول عافية الموظفين الصحيين الأربعة المتبقين، ومن بينهم مدير مستشفى الشفاء".
اقتحام مجمع الشفاء في غزة
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء، بعد حصاره لعدة أيام، جرت خلالها اشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين في محيطه.
وبعد عدة أيام طالب الجيش الموجودين في المستشفى بإخلائه سيراً على الأقدام، إلا أن عدداً من الجرحى والمرضى لم يستطيعوا المغادرة بسبب حالاتهم، واضطر بعض الأطباء والعاملين في المستشفى للبقاء معهم.
وخلال الأيام الماضية نفّذ الاحتلال عمليات تجريف وبحث وتمشيط واسعة داخل أقسام ومباني المستشفى وحديقته وموقف السيارات فيه، ما أسفر عن مقتل عدد من النازحين والجرحى بداخله، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وتأتي عملية الانسحاب بعد ساعات من دخول الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ عند الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي (05:00 ت.غ).
ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية إطلاق 50 أسيراً إسرائيلياً من غزة مقابل الإفراج عن 150 فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
وفي سياق آخر، أكد مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الجمعة، إجلاء 22 مريضاً و19 مرافقاً من المستشفى الأهلي المعمداني في شمال قطاع غزة إلى جنوب القطاع.
وقال غيبريسوس في تغريدة عبر "إكس" إن "عملية النقل تمت بالتعاون مع الصحة العالمية والأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني".
وأضاف أن "المرضى يعانون من جروح ناجمة عن إطلاق النار، بالإضافة إلى بتر أعضائهم وحروق"، مشيراً إلى أنهم موجودون حالياً في المستشفى الأوروبي بغزة "والذي يدير الرعاية الطبية لضعف عدد المرضى المصمم لأجله".
يُذكر أنه على مدى الـ48 يوماً الماضية شنّ الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 14 ألفاً و854 شهيداً فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، فيما تجاوز عدد المصابين 36 ألفاً، بينهم أكثر من 75% أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.