أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في الخارج إسماعيل هنية، الجمعة 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، التزام الحركة بتنفيذ اتفاق الهدنة وإنجاحه طالما التزم الاحتلال بذلك، مشيراً إلى أنه بفضل صمود الشعب الفلسطيني والتكامل بين فصائل المقاومة ودعم شعوب الأمة استطاعوا مواجهة الاحتلال وكسر مخططاته.
وفي كلمة مسجلة، أوضح هنية أن "العدو راهن على استرجاع أسراه بالبنادق، وأنه لن يقبل بإطلاق النار، لكنه نزل عند إرادة شعبنا ووافق على اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى".
وتابع هنية: "خُضنا برعاية الأشقاء في قطر ومصر مفاوضات صعبة وأدرناها بمسؤولية وتوازن"، لافتاً إلى أن المقاومة استطاعت بكل فخر واعتزاز مواجهة الاحتلال وكسر إرادته وإفشال مخططاته.
وزاد هنية: لا بدَّ من "ضرورة استمرار الجهود الدولية لتمكين شعبنا من تحقيق تطلعاته ونؤكد تمسكنا بوحدة الشعب والأرض والمصير ونشيد بالموقف العربي والإسلامي بشأن رفض أي تدخل بمصير القطاع".
كما أكد: "شعبنا يخوض معركة التحرر الوطني عبر جبهة متراصة في غزة والقدس وكل أماكن وجوده، فالشهداء هم ضريبة الحرية والتحرير والاستقلال".
ووجَّه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التحية للمقاومة الإسلامية في لبنان والعراق واليمن الشقيق.
دمار شامل شمال القطاع
وكشفت الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة التي بدأت الجمعة عن حجم الكارثة الإنسانية والدمار الهائل الذي خلَّفه الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة خاصة مدينة غزة وشمالي القطاع.
ودخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ عند الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي (05:00 ت.غ).
وفي الدقائق الأولى للهدنة توجَّه مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين لتفقد منازلهم وأحيائهم خاصة بالمناطق الحدودية، وتلك التي توغلت فيها الآليات العسكرية الإسرائيلية.
واكتشف الفلسطينيون حجم الكارثة والجرائم والدمار الهائل الذي خلَّفته القوات الإسرائيلية في مناطق سكنهم.
وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول بأنهم خلال عودتهم إلى منازلهم بالمناطق الغربية لمدينة غزة وفي بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا (شمال) عثروا على جثث لعشرات الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي.
وأوضح الشهود أن الجثث كانت متحللة ما يشير إلى مقتلهم قبل عدة أسابيع إما خلال عمليات التوغل أو أثناء حركة النزوح من مدينة غزة إلى مناطق جنوبي القطاع.
كما اكتشف الفلسطينيون حجم دمار هائل خلفه القصف الجوي وعمليات التوغل البري الإسرائيلي في مناطق مدينة غزة والشمال.
ومن بين أكثر المناطق التي شهدت دماراً واسعاً بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا (شمال) وأحياء الرمال وتل الهوى والشيخ عجلين ومحيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت نحو 14 ألفاً و128 قتيلاً فلسطينياً، بينهم أكثر من 5 آلاف و840 طفلاً و3 آلاف و920 امرأة، فضلاً عن أكثر من 33 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.