أعلنت الفنانة التونسية هند صبري، الأربعاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عن استقالتها من منصبها كسفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة منذ 13 عاماً؛ وذلك على خلفية الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، وبسبب استخدام سلاح التجويع ضد سكان القطاع.
صبري وفي بيان نشرته على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، قالت إنه "خلال الأسابيع الماضية، شهدت وشاركت تجارب زملائي المتفانين في برنامج الأغذية العالمي، في الإحساس بالعجز لعدم قدرتهم على القيام بواجبهم على أكمل وجه كعادتهم دائماً تجاه الأطفال والأمهات والآباء والأجداد في غزة".
أشارت إلى أنه "لم يكن بوسعهم إلا عمل القليل في مواجهة آلة الحرب الطاحنة التي لم ترحم المدنيين الذين يحاصرهم الموت"، مضيفةً: "حاولت إيصال صوتي على أعلى مستوى في برنامج الأغذية العالمي والانضمام إلى زملائي في المطالبة باستخدام ثقل البرنامج، مثلما فعل بنجاح في السابق، للدعوة والضغط بقوة من أجل وقف إطلاق النار الإنساني والفوري في قطاع غزة، والاستفادة من نفوذ البرنامج لمنع استخدام التجويع كسلاح حرب".
أكدت صبري أنه مع ذلك، تم استخدام التجويع والحصار كأسلحة حرب على مدى الأيام الستة والأربعين الماضية ضد أكثر من مليوني مدني في غزة، وقالت إن هذا السلاح "قتل حتى الآن أكثر من 14 ألف شخص، وأصبح أكثر من 1.6 مليون شخص بلا مأوى، ودُمرت نصف المباني، وقصفت المستشفيات والمدارس التي من المفترض أن تكون ملاجئ آمنة".
نتيجة لذلك، قالت صبري: "أعلن استقالتي، وأتمنى لجميع زملائي في برنامج الأغذية العالمي السلامة والسلام"، وأكدت أنها لن تتخلى عن دورها الإنساني والمجتمعي، وقالت إنها ستقوم به بصيغ أخرى.
أضافت الفنانة التونسية: "أكتب هذا بقلب مثقل وحزن عميق؛ حيث قررت التخلي عن دوري كسفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وهو الدور الذي أعتز به وألعبه منذ سنوات، لقد تعلمت كثيراً.. وبكيت كثيراً معكم جميعاً طوال هذه الرحلة التي ستظل دائماً في قلبي".
لفتت صبري إلى أنها ومنذ 13 عاماً "أصبحت جزءاً من الأسرة الكبيرة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة"، وقالت إن هذا "جزء من مهمة عظيمة ونبيلة.. وأنا فخورة بذلك".
يأتي هذا، فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شن حربٍ مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفاً و532 شهيداً فلسطينياً، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، فضلاً عن أكثر من 35 ألف مصاب، أكثر من 75% منهم أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.