تتوالى ردود الأفعال العربية والدولية على اتفاق الهدنة، الذي أعلنت عنه دولة قطر الأربعاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، والذي يقضي بإطلاق عشرات من الأسرى لدى الجانبين ووقف لإطلاق النار؛ إذ عبّر الأردن عن أمله أن تكون الهدنة خطوة لإنهاء الحرب في غزة، فيما رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد أكثر من شهر على حرب غزة.
وقالت المفوضية الأوروبية، في بيان، إنها ستبذل قصارى جهدها لاستغلال هذا التوقف من أجل زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأعلنت دولة قطر، في وقت سابق الأربعاء، نجاح جهود الوساطة المشتركة مع مصر والولايات المتحدة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق سيتم الإعلان عن توقيت بدئه خلال 24 ساعة.
الأردن يطالب بتأمين وصول المساعدات
وزارة الخارجية الأردنية قالت، في بيان نشرته وسائل إعلام رسمية، إنها تأمل في أن يسهم الاتفاق "في تأمين وصول المساعدات الإنسانية الكافية لمناطق القطاع كافة، وبما يلبي جميع الاحتياجات وبما يحقق الاستقرار ويضمن بقاء أهالي غزة في أماكن سكنهم".
بدوره، رحب ديفيد كاميرون، وزير الخارجية البريطاني، بالاتفاق الذي تم التوصل له بين الحكومة الإسرائيلية وحماس لوقف إطلاق النار أربعة أيام، واصفاً إياه بأنه خطوة هامة، كما حث الوزير على الالتزام بتحقيق الاتفاق بالكامل.
فيما قال كاميرون: "هذا الاتفاق خطوة هامة نحو طمأنة عائلات الرهائن ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة… أحث جميع الأطراف على ضمان تحقيق الاتفاق بالكامل".
فرنسا تأمل في إطلاق سراح الرهائن
وبالتزامن، قالت كاثرين كولونا، وزيرة الشؤون الخارجية الفرنسية، إن باريس تأمل أن يتم إطلاق سراح ثمانية من مواطنيها يعتقد أنهم محتجزون رهائن بعد اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس.
وقالت كولونا لإذاعة فرانس إنتر: "نأمل أن يكون هناك فرنسيون ضمن أول دفعة من الرهائن الذين سيطلق سراحهم".
عباس يرحب بالاتفاق
فيما رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاتفاق الإنساني الذي تم التوصل إليه، داعياً إلى حلول أوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ فترة طويلة؛ إذ قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسن الشيخ، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "الرئيس محمود عباس والقيادة ترحب باتفاق الهدنة الإنسانية، وتثمن الجهد القطري المصري الذي تم بذله، ونجدد الدعوة للوقف الشامل للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية وتنفيذ الحل السياسي المستند للشرعية الدولية".
ترحيب مصري بنجاح الوساطة
وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدوره عن ترحيبه بنجاح الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية بغزة، كما أكد السيسي استمرار جهود بلاده للوصول إلى حلول نهائية تحقق العدالة وتضمن حقوق الفلسطينيين المشروعة.
تفاصيل اتفاق الهدنة في غزة
وكانت حماس أكدت، في وقت سابق، التوصل لاتفاق هدنة، يشمل وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة.
كما أكدت حماس أن الاتفاق يشمل إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة بلا استثناء شمالاً وجنوباً.
وأوضحت حماس أن الأسرى الذين سيُفرج عنهم هم دون سن 19 عاماً، وذلك كله حسب الأقدمية.
ويشمل الاتفاق "إطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عاماً، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعبنا من سجون الاحتلال دون سن 19 عاماً، وذلك كله حسب الأقدمية".
وتتضمن الهدنة أيضاً وقف حركة الطيران في جنوب القطاع على مدار الأيام الأربعة، ووقف حركة الطيران في شماله لمدة 6 ساعات يومياً من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الرابعة مساء.
كما شددت حماس على أنه "خلال فترة الهدنة يلتزم الاحتلال بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة"، فضلاً عن ضمان حرية حركة الناس من الشمال إلى الجنوب على طول شارع صلاح الدين (شرق القطاع).
وختمت الحركة الفلسطينية بيانها بالقول إنه "في الوقت الذي نعلن فيه التوصل لاتفاق الهدنة فإننا نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد، ونَعِدُ شعبنا بأنَّنا سنبقى الأوفياء لدمائهم وتضحياتهم وتطلعاتهم في التحرير والحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".