كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، الأربعاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تفاصيل جلسة الحكومة التي استمرت 8 ساعات للمصادقة على قرار الهدنة الإنسانية بقطاع غزة، وصفقة التبادل مع حماس، خصوصاً التحول في موقف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وبقية وزراء حزبه الذين عارضوا في البداية هذه الصفقة.
وصوَّت 35 وزيراً إسرائيلياً لصالح قبول اتفاق الهدنة مع حركة حماس، فيما عارض الاتفاق ثلاثة وزراء فقط، وهم من حزب "عوتسما يهوديت" بقيادة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
ممثلو حزب "الصهيونية الدينية"، بقيادة سموتريتش، وصفوا الاتفاق في الليلة الماضية بـ"السيئ"، لكنهم في نهاية المطاف صوتوا لصالح الهدنة.
بحسب الصحيفة، فقد أثار رئيس حزب الصهيونية الدينية سموتريتش والوزيرة أوريت ستروك، مخاوف من أن الصفقة قد تثبط العزيمة، لكنهما تلقيا استعراضاً من قادة المنظومة الأمنية، الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي، أقنعوا خلاله أعضاء الحكومة بأنهم يعرفون كيف يتعاملون مع الصفقة بطريقة جيدة للغاية.
وأوضح قادة الأجهزة الأمنية الثلاثة، دافيد برنياع رئيس الموساد، ورئيس الشاباك رونين بار، ورئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي، أن هذه هي الصفقة الممكنة والصحيحة في اللحظة الحالية، وأوصوا بقبولها. وفقاً لقادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الثلاثة، لن تضر الصفقة بالقتال. كذلك تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الوزراء بأنه ما دام في منصبه، فسوف تبقى أهداف العملية كما هي.
وخرجت الوزيرة أوريت ستروك، التي عارضت الاتفاق بشدة خلال المناقشات أيضاً، على مواقع التواصل الاجتماعي لتفسر دعمها للاتفاق، وقالت: "صوتُّ لصالحه برغم أني لم أخطط لذلك حقاً. الإطار المتعلق بالإفراج عن الأسرى هو أحد إنجازات الحرب".
فيما أعرب وزراء حزب الليكود أيضاً عن دعمهم للاتفاق، الذي طرحه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأوضحوا أن الحكومة لديها التزام أخلاقي يقضي بإعادة الأسرى.
بحسب الصحيفة، حاول بعض الوزراء التواصل مع رئيس حزب "عوتسما يهوديت"، إيتمار بن غفير، وطلبوا منه التصويت لصالح الموافقة على الهدنة. ترك وزراء حزبه، عميحاي إلياهو وإسحق واسرلوف، النقاشات حتى قبل نهايتها وتركوا وراءهم مذكرة أعلنوا فيها أنهم ضد الاتفاق.
وفي نهاية المطاف، لم يكن بن غفير نفسه مقتنعاً، وصوّت ضد الاتفاق. تدخلت جيلا غامليل، وزيرة الاستخبارات، وقالت إنه من المهم تمرير قرار الموافقة على الهدنة بإجماع لنقل رسالة تفيد بوحدة الصف، لكن "بن غفير" استدرك: "لكننا لسنا كذلك. هذا قرار مدمر للأجيال، وسوف يظل يضرنا بشدة".
وقال أحد وزراء حزب الصهيونية الدينية: "ليس من السهل تغيير رأي شخص ما بهذه الطريقة. هذه أيام تحتاج إلى التعامل مع أشد المعضلات التي وُجدت منذ تأسيس الدولة. برغم هذا، كنا على قناعة بأنه الشيء الصائب الذي ينبغي أن نفعله، ومن أجل ذلك صوّتنا لصالحه".
وفجر الأربعاء، أعلنت الخارجية القطرية التوصل لاتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" بوساطة مشتركة مع مصر والولايات المتحدة لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، سيتم الإعلان عن توقيت بدئها خلال 24 ساعة.
يشمل الاتفاق، وفق بيان للوزارة، تبادل 50 من الأسرى الإسرائيليين من النساء المدنيات والأطفال بقطاع غزة في المرحلة الأولى مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الاسرائيلية على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفاً و128 قتيلاً فلسطينياً، بينهم أكثر من 5 آلاف و840 طفلاً و3 آلاف و920 امرأة، فضلاً عن أكثر من 33 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.