يكافح الرئيس الأمريكي جو بايدن لـ"كبح جماح" رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث يشعر مسؤولو الإدارة في واشنطن على أعلى المستويات بالقلق من التداعيات الداخلية المحتملة للدعم الكامل لإسرائيل، الذي برز بشكل رئيسي في الأيام الأولى من الحرب على قطاع غزة.
بحسب ما نشرته صحيفة "The Wall Street Journal" الأمريكية الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، فإنه على مدى الأسبوعين الماضيين، ضغط بايدن على نتنياهو بشأن قضايا تتراوح بين الحد من الخسائر في صفوف المدنيين في غزة إلى الموافقة على وقف القتال لإطلاق سراح الرهائن.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قدمت نفسها علناً على أنها تقدم دعماً غير مقيّد لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، إلا أن نطاق وحجم العنف داخل غزة جعلها تتوقف، بحسب الصحيفة.
حيث شعرت الإدارة بالإحباط بسبب عنف المستوطنين الإسرائيليين الذي يستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأرسل بايدن السبت إشارة واضحة إلى حكومة نتنياهو بأنه يتوقع منها اتخاذ إجراءات صارمة.
كما واصل المسؤولون الأمريكيون رحلاتهم المكوكية للضغط على نتنياهو وأعضاء آخرين في حكومته، وسط خشية إدارة بايدن من انجرار نتنياهو إلى صراع إقليمي آخذ في الاتساع.
بحسب الصحيفة، يشعر مسؤولو الإدارة على أعلى المستويات بالقلق من التداعيات الداخلية المحتملة للدعم الكامل لإسرائيل، وحثوا حكومة نتنياهو على اعتبار أن الصور المتواصلة للنساء والأطفال القتلى قد تلقي بظلالها على الجهود المبذولة للقضاء على حماس.
وقد ضغط المسؤولون الأمريكيون على إسرائيل لتجنب الأهداف التي من شأنها تعريض أعداد كبيرة من المدنيين للخطر أو التي قد تثير اعتراضات على انتهاك القانون الدولي، كما حدث في الضربات الأخيرة على مخيمات اللاجئين والمستشفيات، ولكنها لم تنجح.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، مساء الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ارتفاع حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أكثر من 13 ألفاً، بينهم أكثر من 5500 طفل، و3500 امرأة.
وقال المكتب، في بيان، إن "عدد الإصابات زاد عن 30 ألف إصابة؛ أكثر من 75% منها من الأطفال والنساء"، وأضاف أن عدد "المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي" بلغ أكثر من 1330 مجزرة.
وتابع: "بلغ عدد المفقودين أكثر من 6 آلاف مفقود، إما تحت الأنقاض أو أن جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات يمنع الاحتلال أي أحد من الوصول إليها، بينهم أكثر من 4 آلاف طفل وامرأة".
ولليوم الـ44 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّف آلاف القتلى والجرحى وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.