قال موقع "أكسيوس" الأمريكي في تقرير له يوم الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن المفاوضات عادت للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح عشرات الأسرى المحتجزين في غزة، وأظهرت تقدماً "متواضعاً" بعد توقف دام عدة أيام، حسبما صرحت ثلاثة مصادر على دراية مباشرة بالقضية للموقع. في الوقت نفسه قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر إنه يثق بأن اتفاقاً بشأن صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس بات قريباً.
الموقع الأمريكي قال إن يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، التزم الصمت وتوقف عن التعامل مع ممثلي حماس في محادثات الدوحة، بعد أن داهم الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء بمدينة غزة؛ مما أدى إلى تعليق المحادثات. وتقول المصادر إنه خلال الـ24 ساعة الماضية، عاد السنوار للتواصل مرة أخرى.
مقترح جديد من السنوار لإسرائيل
أرسل السنوار رداً جديداً للوسطاء القطريين أشار فيه إلى تضييق بعض الفجوات بين الطرفين، لكن ليس بما يكفي للتوصل إلى اتفاق، بحسب اثنين من المصادر.
جدير بالذكر أنه تم اختطاف أكثر من 240 شخصاً، من بينهم العديد من الأمريكيين، خلال الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وتم منذ ذلك الحين إطلاق سراح أربع رهائن، من بينهم أمريكيان، وتم إنقاذ واحد وعثر على اثنين آخرين ميتين.
في حين أن المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة وحماس تجري بوساطة قطر. وقال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، إنه واثق من أن الاتفاق قريب وأن الفجوات بين الطرفين صغيرة وذات طبيعة لوجستية في الغالب.
في حين قال مصدران لموقع Axios إن تفاصيل الصفقة لم يتم تحديدها بالكامل بعد وهناك تغييرات كل يوم، وقال أحد المصادر: "في بعض الأحيان تكون هناك تغييرات كل ساعة".
وقال المصدران إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق فسيتم تنفيذه على مرحلتين، في المرحلة الأولى، ستطلق حماس سراح نحو 50 امرأة وطفلاً مقابل وقف القتال لمدة خمسة أيام.
ومع استمرار الهدنة لمدة خمسة أيام، فإن حماس سوف تجد المزيد من النساء والأطفال الذين تزعم أنهم محتجزون كأسرى لدى فصائل أخرى حتى يتسنى إطلاق سراحهم في مرحلة ثانية.
ووافق السنوار من حيث المبدأ على زيادة عدد النساء والأطفال الذين سيتم إطلاق سراحهم بموجب الاتفاق المكون من مرحلتين إلى أكثر من الخمسين الذين وافق عليهم أصلاً، وفقاً لاثنين من المصادر.
لكن السنوار يطالب إسرائيل بوقف مراقبتها الجوية لغزة لمدة ست ساعات يومياً خلال فترة التوقف؛ حتى يتمكن نشطاء حماس من تحديد مكان الأسرى دون أن تتجسس عليهم إسرائيل، بحسب المصادر.
بنود صفقة التفاوض بين إسرائيل وحماس
قال اثنان من المصادر إن السنوار يطالب إسرائيل أيضاً بالإفراج عن جميع النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية. هناك ما يقرب من 150 امرأة وقاصراً فلسطينياً تحتجزهم إسرائيل بزعم مشاركتهم في هجمات ضد الإسرائيليين.
في سياق متصل فإن حماس لا تحتجز جميع الأسرى الإسرائيليين والدوليين الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر/تشرين الأول. ويُعتقد أن بعضهم محتجز لدى جماعات مسلحة أخرى.
لا تعرف إسرائيل العدد الدقيق للنساء والأطفال الذين تحتجزهم حماس أو على علم بوجودهم، وقالت المصادر إن إسرائيل طلبت، كجزء من الاتفاق، معرفة العدد الدقيق للنساء والأطفال المحتجزين كأسرى في غزة.
وقال أحد المصادر إن إسرائيل لن تقبل فقط باتفاق عام يقضي بإطلاق حماس سراح المزيد من الأسرى، ولكنها تريد أن تعرف على وجه التحديد عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الثانية.
والنقطة الشائكة الأخرى هي عدد شاحنات المساعدات التي ستدخل غزة عبر مصر كل يوم بموجب الاتفاق.
حيث تطالب حماس بالسماح بدخول 400 شاحنة يومياً، وأن توفر هذه الشاحنات الوقود للمستشفيات والمخابز، بالإضافة إلى السلع الإنسانية الأخرى. ويقول الجانب الإسرائيلي إن معبر رفح لا يستطيع التعامل مع 400 شاحنة يومياً لأسباب أمنية.
قطر تتوقع اقتراب توقيع صفقة بين إسرائيل والمقاومة
في الوقت نفسه، أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، في مؤتمر صحفي عقده الأحد، مع جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي إن ما يحدث في غزة وضع مأساوي، بكل ما تحمله الكلمة من معاني القسوة والفظاعة والبشاعة، قتلى وجرحى بالآلاف ونزوح جماعي قهري لمئات الآلاف، فضلاً عن حرمان مليونين ونصف المليون فلسطيني من الماء والغذاء والوقود والكهرباء والدواء، يأتي في ظل ما يشهده العالم من المجاهرة والمفاخرة لجيش الاحتلال بتدمير المستشفيات وإجبار المرضى والجرحى والأطباء والنازحين على الخروج تحت تهديد السلاح، وتبرير ذلك بادعاءات غير مثبتة.
كما قال وفق ما نقلت وكالة الأنباء القطرية، إن ما حدث في مجمع الشفاء الطبي، أكبر مجمع في قطاع غزة، من إخلاء قسري لمئات المرضى وعشرات الأطفال من حديثي الولادة والطواقم الطبية من آلاف النازحين، يعتبر جريمة "لم نسمع صوتاً للمجتمع الدولي لإدانتها، فضلاً عن استمرار المجازر بحق المدنيين، والتي كان آخرها المجزرة التي تمت يوم أمس في مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الأمم المتحدة، حيث رأينا أنه لم يكن هناك احترام للقوانين والأعراف الدولية".
وأعرب عن ثقته بأن اتفاقاً بشأن صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس بات قريباً، لافتاً إلى أن هناك تحديات بسيطة ضمن المفاوضات، وهي لوجستية وعملية وليست جوهرية، ويمكن تذليلها
وتواصل إسرائيل لليوم الـ44 شن حرب مدمرة على غزة؛ خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل فلسطيني بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل، و3 آلاف و500 امرأة، فضلاً عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، بحسب بيانات رسمية فلسطينية، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
بينما قتلت حركة "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية، كما أسرت نحو 239 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة.