قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن صفقة تبادل الأسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمر بصعوبات لكن التحديات حول الاتفاق حالياً "بسيطة للغاية"، مؤكداً أن الكارثة تتفاقم بقطاع غزة في ظل عجز المجتمع الدولي عن كبح العدوان.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بالدوحة، حيث أكد آل ثاني أن ما حدث في مجمع الشفاء الطبي من إخلاء قسري جريمة، معرباً عن آسفه لعدم إدانة المجتمع الدولي اقتحام الجيش الإسرائيلي للمجمع.
وأضاف آل ثاني أن "الكارثة ما زالت تتفاقم بقطاع غزة في ظل عجز المجتمع الدولي عن كبح العدوان حيث يستمر العدوان في ارتكاب المجازر بحق المدنيين، وآخرها تلك التي ارتكبت في مدرسة الفاخورة والتي تثبت عدم احترام إسرائيل القوانين الدولية".
وانتقد آل ثاني ازدواجية المعايير لدى كثير من الدول حيال ما يحدث لسكان قطاع غزة، مطالباً المجتمع الدولي بالالتزام بالأسس التي قام عليها عبر حماية المدنيين بغزة.
وحول صفقة الأسرى، قال آل ثاني إنها "تمر بصعوبات، لكننا أكثر ثقة بالاقتراب من عودة الناس لمنازلهم، والمهم أن تتدفق المساعدات لغزة"، مشيراً إلى أنه "أكثر ثقة الآن بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى، وأن النقاط العالقة في المفاوضات، عمليةً ولوجستيةً، يمكننا تذليلها".
والسبت، ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن مصادر مطلعة، أن إسرائيل والولايات المتحدة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) توصلت لاتفاق مبدئي لإطلاق سراح عشرات النساء والأطفال الأسرى في قطاع غزة مقابل وقف القتال لمدة خمسة أيام. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين أمريكيين قالوا إنه لم يتم التوصل لاتفاق بعد.
هدن إنسانية
من جهته، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى هدن إنسانية فورية مُلحة ومستدامة، وأثنى على دور قطر في جهود إطلاق سراح الأسرى لدى المقاومة.
وشدد بوريل على ضرورة أن تكون للمجتمع الدولي وقفة مع انتهاكات إسرائيل للقوانين الدولية، مؤكداً أن "حل الدولتين هو الحل الأمثل، ويجب أن نفعل ما بوسعنا كي يكون ممكناً".
كما أكد ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن الهدنة الإنسانية في غزة، إضافة إلى بذل مزيد من الجهود لحماية حياة المدنيين في غزة.
وفي وقت سابق، حث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إسرائيل على ألا يعميها الغضب في ردها على هجوم حماس الشهر الماضي، وقال إن "رعباً واحداً لا يبرر آخر".
ومنذ 44 يوماً يشنّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت 12 ألفاً و300 شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، وأكثر من 30 ألف مصاب، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء السبت.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شنّ غارات مكثفة على مناطق عديدة بقطاع غزة، إضافة إلى توغل بري في أجزاء من القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.