دعا الأزهر الشريف في مصر، مساء السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، "أحرار العالم" لفضح الإرهاب الذي تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، منتقداً في الوقت ذاته صمت العالم والأمتين العربية والإسلامية على ما يحدث بحق الفلسطينيين.
جاء ذلك في بيان للأزهر على منصة فيسبوك، أدان خلاله "مجزرتَي مدرستَي الفاخورة وتل الزعتر"، ومقدماً تعازيه للفلسطينيين أصحاب الحق والأرض في شهدائهم.
بيان الأزهر أكد "أن استهداف النازحين الأبرياء في مدرستَي الفاخورة وتل الزعتر، اللتين راح ضحيتهما مئات الشهداء والمصابين، تعد جرائم غير إنسانية وغير أخلاقية، تُضاف إلى سجلَّات هذا الكيان الدموي، الذي لا يعرف معنى الإنسانية والأخلاق والقيم، ولا يفهم سوى لغة القتل والجبروت والاغتصاب والتعدي على حقوق الآخرين".
وقال: "العالم الصامت، والأمتان العربية والإسلامية لم يقدموا ما يُبيّض الوجوه عند الله في حق الفلسطينيين".
ودعا الأزهر كلَّ أحرار العالم للتكاتُف في مواجهة إرهاب إسرائيل ومَن يقف خلفها، والضغط لوقف هذا "العدوان الأسود"، الذي يستهدف الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وفضح "المجازر" المستمرة بحق الفلسطينيين الأبرياء.
وأكد الأزهر أن "كل احتلال إلى زوال، وأن الاحتلال الإسرائيلي سوف يحمل عصاه ويرحل عن أرض فلسطين".
والسبت، قُتل وأصيب عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمدرسة الفاخورة، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، وفق مصادر طبية فلسطينية.
كما قصف الجيش الإسرائيلي أيضاً مدرسة تل الزعتر في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، حسب مصادر طبية للأناضول.
"فشلنا جميعاً في اختبار غزة"
وفي وقت سابق السبت قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، التابع لمشيخة الأزهر الشريف، إنه لم تعد هناك أية مناشدة تجدي أو كلمات تعبر عن الوضع الكارثي في قطاع غزة، وذلك بعد ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مدرسة الفاخورة التابعة للأونروا، التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
وقال المرصد، عبر حسابه على موقع فيسبوك، السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023: "لقد كانت غزة اختباراً لبصيص الإنسانية الذي نجاهد للحفاظ عليه، لكن الجميع فشل في هذا الاختبار، واسمحوا لنا أن نتحدث بصيغة الماضي، فالآن أي تحرك جاد لحسم هذا الوضع لن يغير من حقيقة استشهاد أكثر من 12 ألف إنسان وإصابة عشرات الآلاف، بجروح وصلت في أغلبها إلى حدِّ التشوهات والبتر والتفسُّخ بسبب الأسلحة المحرمة دولياً التي تُستخدم ضد المدنيين يومياً".
وعلى إثر هذه المجزرة، أدانت 9 دول ومنظمات عربية القصف الإسرائيلي لمدرسة في شمال قطاع غزة تؤوي نازحين.
ومنذ 44 يوماً يشنّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت 12 ألفاً و300 شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، وأكثر من 30 ألف مصاب، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء السبت.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شنّ غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، بالإضافة إلى توغل بري في أجزاء من القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.