قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقم إسعاف تابعة له تمكنت الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من إجلاء 31 من الأطفال الخدج بمستشفى الشفاء في غزة، فيما أشارت وزارة الصحة بالقطاع إلى بقاء 259 جريحاً لا يستطيعون الحركة في مستشفى الشفاء.
وذكر الهلال الأحمر، في بيان، أنه "تمكنت طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم (الأحد)، من إجلاء 31 طفلاً من الخدج في مستشفى الشفاء"، مضيفاً أنه "جرى نقلهم (الأطفال) بمركبات إسعاف الهلال الأحمر إلى الجنوب، تمهيداً لنقلهم إلى مستشفى الإمارات في رفح (جنوب)".
بينما نقلت الأناضول عن مصدر طبي في مستشفى الشفاء، طلب عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، أنه "تم إجلاء جميع الأطفال الخدّج من مستشفى الشفاء وعددهم 31 طفلاً، تمهيداً لنقلهم لتلقي العلاج في مستشفيات مصرية".
بقاء 259 جريحاً بـ"الشفاء"
إلى ذلك قال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، إنه تم إجلاء 31 من الأطفال الخدج بعد وفاة 8 منهم حتى صباح الأحد، مشيراً إلى بقاء 259 جريحاً لا يستطيعون الحركة في مستشفى الشفاء سيتم الترتيب لإخراجهم تباعاً مع الطواقم الطبية.
وأشار إلى أن المضاعفات الصحية للجرحى في تزايد بسبب تكدسهم بالمستشفيات، مؤكداً أن الحروق والجروح الغائرة تحتاج إلى قدرات طبية كاملة لإنقاذهم.
استحوذ مصير الأطفال الخدج في مستشفى الشفاء على اهتمام عالمي بعد نشر صور تظهر الأطباء وهم يحاولون إبقاءهم دافئين.
وتسبب انقطاع التيار الكهربائي في إغلاق الحضانات وغيرها من المعدات في المستشفى، ونفد الغذاء والمياه والإمدادات الطبية جراء حصار الاحتلال واقتحامه للمجمع الطبي الأكبر في غزة.
"منطقة موت"
والسبت، قالت منظمة الصحة العالمية، إن مشفى الشفاء في قطاع غزة أصبح منطقة موت، وذلك بعدما اقتحمته قوات الاحتلال الإسرائيلي وحاصرته بالدبابات، مشيرةً إلى أنها قادت مهمة إلى المستشفى الواقع غرب مدينة غزة، وأنها تعمل على وضع خطط لإخلاء المستشفى.
جاء ذلك في بيان صدر عن المنظمة ليل السبت/الأحد، قالت فيه إن "فريقها ترأس اليوم مهمة إنسانية مشتركة شديدة الخطورة لمؤسسات أممية توجهت إلى مستشفى الشفاء في غزة".
كما أكدت المنظمة أنها "تعمل مع شركائها على وضع خطط عاجلة للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وعائلاتهم"، وأضافت أنه "لا يزال هناك 25 عاملاً صحياً و259 مريضاً في الشفاء، وقد حدثت حالات وفاة عديدة للمرضى خلال الأيام الماضية، بسبب إغلاق الخدمات الطبية".
في السياق، قال الناطق باسم الهلال الأحمر في غزة، لقناة الجزيرة، إن الحالة الإنسانية أكثر صعوبة بالقطاع، مشيراً إلى أن السوق المحلي بات جافاً كلياً من المواد الغذائية.
وتابع: "عدد النازحين من الشمال يقارب 1.5 مليون، معظمهم ينامون في الشوارع، إغاثتهم تزداد صعوبة، والطواقم العاملة تعمل بشكل مستمر وهي منهكة".
وأكد أن كمية الوقود التي دخلت قليلة أمام الاحتياجات، لافتاً إلى أن انقطاع الاتصالات يعقد مهمة الطواقم، وهناك مخاوف من مجاعة وانتشار الأوبئة.
والأحد، دخلت حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يومها الرابع والأربعين، مع استمرار استهداف أماكن تجمّع المدنيين، وضمنها المراكز الصحية والمدارس التابعة لوكالة الأونروا، فيما تتصاعد التهديدات الإسرائيلية باستهداف جنوبي القطاع.
ولليوم الـ44 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 12 ألفاً و300 قتيل فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلاً عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.