بدأ الاحتلال الإسرائيلي، السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في إخلاء مجمع الشفاء الطبي في غزة من المرضى والمصابين، على الرغم من حالاتهم المرضية الصعبة، وذلك بعدما حدد الاحتلال مهلة للمجمع لمدة ساعة، لإخلاء المرضى والجرحى والنازحين والأطقم الطبية.
المدير العام لوزارة الصحة بغزة، منير البرش، قال في تصريحات أوردتها قناة "الجزيرة"، إن 5 أطباء فقط لا يزالون في المجمع للإشراف على عملية تنسيق خروج الجرحى؛ حيث لا يزال 120 جريحاً داخله من أصل 650.
أضاف البرش أن "الأطفال الخدج لا يزالون داخل المستشفى والكادر الطبي على تواصل مع الصليب الأحمر بشأنهم"، وأوضح أنهم "يتوجهون الآن نحو الجنوب، والمشاهد مأساوية، حتى اللحظة قطعنا مسافة كيلومترين مشياً والمنطقة مدمرة بالكامل".
لفت البرش إلى أنهم يسمعون الجرحى ولا يستطيعون مساعدتهم، وأكد أن "الناس يموتون"، ويأتي هذا الإخلاء بعد أيام من اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي، ومحاصرته بالدبابات، ما أثار غضباً واسعاً.
بدوره، أكد محمد زقوت، المدير العام للمستشفيات بغزة في تصريح لـ"الجزيرة"، أن الاحتلال أجبر وطرد المرضى والجرحى من مجمع الشفاء.
بدوره، أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة، محمد أبو سلمية، أنه "بعد عملية الإخلاء، بقي في المشفى 5 أفراد من الطاقم الطبي ونحو 120 مريضاً لا يستطيعون السير على الأقدام لإجرائهم عمليات جراحية بسبب إصاباتهم في الأقدام"، وأضاف أنه تم التنسيق مع الأمم المتحدة لإجلائهم.
تابع أبو سليمة في تصريحات لوكالة الأناضول أن "ما تبقى (على قيد الحياة) من الأطفال الخدج وعددهم 30 ما زالوا في المستشفى وتم التنسيق مع الصليب الأحمر لإخراجهم أيضا".
كما أكد أن الوضع في المجمع صعب جداً، لا سيما أن الماء مقطوعة منذ أكثر من أسبوع والأطفال الآن بدون أوكسجين منذ فترة، وأوضح أن الجيش الإسرائيلي قصف محطات الأوكسجين وخطوط المياه ومخازن الأدوية، ولا يوجد أي مكان صالح للحياة في المشفى، ولا يوجد حتى طعام.
كانت وزارة الخارجية الفلسطينية، قد حمّلت إسرائيل مساء الجمعة 17 نوفمبر 2023، كامل المسؤولية عن حياة آلاف المحاصَرين داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة، وبينهم أطفال خدّج وحديثو الولادة ومرضى وجرحى وطواقم طبية ونازحون.
الخارجية الفلسطينية قالت في بيان إن "الاحتلال يفرض حصاراً عسكرياً مشدداً على مجمع الشفاء الطبي، ويحرم المواطنين الموجودين بداخله من أبسط احتياجاتهم الإنسانية، من غذاء وماء ودواء ووقود، في ظل انتشار جثث الشهداء وتحللها"، لافتة أيضاً إلى "سيطرة الاحتلال على الصيدلية المركزية في المجمع، مما حوّله إلى سجن كبير".
بدورها، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، ليل الجمعة/السبت، إنه منذ 8 أيام لم تدخل إلى مجمع الشفاء أي إمدادات طعام ولا ماء، مؤكدة وفاة 51 من المرضى، بينهم 4 من الأطفال الخدج خلال هذه الفترة.
أضافت أن مجمع "الشفاء أصبح معزولاً عن العالم تماماً بسبب انقطاع الاتصالات، والمرضى يتضورون جوعاً. القمامة المتراكمة تشكل تهديداً جديداً للمحاصَرين في مجمع الشفاء".
يأتي هذا، فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 43 يوماً حرباً مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلاً عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء الجمعة.