هدد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بمقاضاة منظمة "ميديا ماترز"، التي تراقب وسائل الإعلام، وغيرها ممن شنوا هجوماً على منصته للتواصل الاجتماعي (إكس) بعد تحرك عدد من الشركات الأمريكية الكبرى لوقف إعلاناتها على الموقع، بعد ظهورها بجانب محتوى يعد معادياً للسامية.
وتحول التركيز نحو ماسك ومنصته طيلة الأيام القليلة الماضية بسبب ما يوصف بالمحتوى "المعادي للسامية والعنصري"، الذي يُقال إنه انتشر على المنصة منذ شرائه إياها في عام 2022.
أزمة بين إيلون ماسك ومنظمة إعلامية غربية
قالت منظمة "ميديا ماترز فور أمريكا" المعنية بمراقبة وسائل الإعلام إنها عثرت على إعلانات لشركتي آي.بي.إم وأبل وغيرهما موضوعة جنباً إلى جنب مع محتوى يروّج لأدولف هتلر والحزب النازي.
وأبدى ماسك تأييده لمنشور على منصة إكس زعم أن أفراداً من المجتمع اليهودي يؤجِّجون الكراهية ضد البيض، مما أثار استنكاراً حاداً من البيت الأبيض وآخرين.
وكتب ماسك في منشور على منصة إكس "في اللحظة التي ستفتح فيها المحكمة أبوابها يوم الإثنين، سترفع (إكس كورب) دعوى قضائية.. بحق (ميديا ماترز) وكل من تواطأ في هذا الهجوم الاحتيالي على شركتنا".
شركات تعلق إعلاناتها مع منصة إكس
في حين علقت شركات عديدة إعلاناتها في اليومين الماضيين، منها آي.بي.إم وديزني ووارنر براذرز ديسكفري وكومكاست ولايونز جيت إنترتينمنت وباراماونت غلوبال. وذكر موقع أكسيوس إن أبل، وهي أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، ستحذو حذو تلك الشركات.
وجاء في بيان نشره ماسك "نشرت منظمة ميديا ماترز فور أمريكا.. قصة حرفت تماماً التجربة الحقيقية على منصة إكس، في محاولة أخرى لتقويض حرية التعبير وتضليل المعلنين".
واتهم ماسك المنظمة بإنشاء حساب بديل يهدف إلى "تضليل المعلنين" بشأن منشوراتهم.
وقالت ميديا ماترز السبت إن ماسك "متنمّر" يهدد برفع "دعاوى قضائية لا أساس لها".
وقال أنجيلو كاروسون رئيس المنظمة في بيان: "أقرّ ماسك بأن الإعلانات محل الخلاف كانت تُبث إلى جانب المحتوى المؤيد للنازية الذي حددناه". وتابع "إذا رفع دعوى قضائية ضدنا، فسننتصر".
تهديد بمقاضاة رابطة تكافح معاداة السامية
كان ماسك قد هدد من قبل باتخاذ إجراءات قانونية بحق أطراف أخرى، منها رابطة مكافحة التشهير وهي منظمة غير ربحية تكافح معاداة السامية حملها ماسك مسؤولية خسارة منصة إكس بعض عوائدها من الإعلانات. لكنه لم يرفع دعوى قضائية ضدها حتى الآن.
واستنكر البيت الأبيض الجمعة تأييد ماسك لما وصفها بنظرية المؤامرة "البشعة" المعادية للسامية، واتهم الملياردير الأمريكي "بالترويج البغيض للكراهية العنصرية والمعادية للسامية" التي "تتعارض مع قيمنا الأساسية كأمريكيين".
وزادت حالات معاداة السامية في السنوات الماضية في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم.
وقالت رابطة مكافحة التشهير إنه في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ارتفعت وقائع معاداة السامية في الولايات المتحدة بنحو 400% عن الفترة نفسها من العام السابق.
تضييق على حسابات داعمة لفلسطين
في سياق متصل، أعلن الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، اعتزامه تعليق أي حساب داعم لفلسطين يستخدم مصطلحات مثل "إنهاء الاستعمار" على منصة "إكس"، بزعم أنها تدعو إلى الإبادة الجماعية بحق اليهود.
واعتبر ماسك، مالك منصة "إكس" (تويتر سابقاً) أن مصطلح "إنهاء الاستعمار"، الذي تستخدمه حسابات داعمة لفلسطين، "يدعو إلى الإبادة الجماعية بحق اليهود".
وأضاف في منشور عبر المنصة: "كما قلت في وقت سابق من هذا الأسبوع، فإن إنهاء الاستعمار، ومن النهر إلى البحر، وما شابه ذلك من العبارات الملطفة، تعني بالضرورة الإبادة الجماعية".
وأكد ماسك عزمه تعليق أي حساب يتداول هذه المصطلحات عبر منصة "إكس"، على اعتبار أنها "دعوات واضحة للعنف الشديد"، على حد زعمه.