اعتقلت الشرطة الأمريكية، الجمعة 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، متظاهرين مؤيدين للقضية الفلسطينية بعدما اقتحموا مقر مبنى شركة "نيوز كورب"، الذي يضم مقر شبكة "فوكس نيوز"، في مدينة نيويورك، للتنديد بالترويج لأكاذيب تتجاهل الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة، وذلك تزامناً مع انتشار احتجاجات في الولايات المتحدة لدعم القطاع المُحاصَر.
وبحسب صحيفة The Guardian البريطانية، فإن العشرات من المتظاهرين تجمعوا في ردهة شركة نيوز كورب، وهم يهتفون "عار عليكم"، و"فوكس نيوز.. لا يمكنكِ الاختباء"، و"أكاذيبكم تتستر على الإبادة الجماعية"، فيما أعلنت شرطة ، أنه تم اعتقال 16 شخصاً من بين المشاركين.
وتأتي هذه التظاهرات في الوقت الذي تُظهر فيه استطلاعات رأي حديثة أن الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل يتراجع، في حين ذكرت سلطات حماس في غزة، الجمعة، أن أكثر من 12 ألف فلسطيني، غالبيتهم العظمى من المدنيين وجلهم من النساء والأطفال، قُتلوا منذ أعلنت إسرائيل الحرب على حماس في أكتوبر/تشرين الأول.
كما اعتُقل متظاهرون مؤيدون لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الجمعة أيضاً، في مدينة نيويورك بعد إغلاق مدخل مبنى المقر الرئيسي لشركة BNY Mellon، وهي شركة استثمارية، قالوا إنها تمتلك أسهماً في إمدادات الأسلحة للجيش الإسرائيلي.
احتجاجات واعتصامات بالجامعات
وفي الوقت نفسه، كان من المتوقع أن ينظم الطلاب في جامعة كولومبيا وجامعة نيويورك اعتصاماً في بنك لم يُذكر اسمه، يمول الحرم الجامعي لجامعة نيويورك في تل أبيب.
وقال التنظيم الطلابي في بيان صحفي إن الهدف من هذه التظاهرة "لتسليط الضوء على دور جامعتي كولومبيا ونيويورك في شرعنة الفصل العنصري الإسرائيلي" و"البنية التحتية المالية الضخمة… المستخدمة لتمويل المشاريع العقارية والتوسعات الاستعمارية الاستيطانية".
وتأتي هذه الإجراءات الأخيرة وسط تراجع الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل في الشهر الماضي، حسبما ذكرت رويترز نقلاً عن استطلاع للرأي.
جامعة ستانفورد
فيما ذكر موقع Middle East Eye البريطاني أنه على مدى الأيام الـ27 الماضية، نظم أكثر من 20 طالباً في جامعة ستانفورد اعتصاماً؛ تضامناً مع الفلسطينيين في غزة الذين يتعرضون لضربات جوية إسرائيلية متواصلة.
ويعيش الطلاب، الذين ينتمون إلى جنسيات وثقافات مختلفة، في معسكر صغير يتكون من عدة خيام في أحد مباني الجامعة الرئيسية.
وفي حديثهم إلى موقع ميدل إيست آي، بشرط عدم الكشف عن هويتهم خوفاً من التعرض للإيذاء، قال الطلاب إنهم لن ينهوا اعتصامهم حتى تقاطع الجامعة المشاريع والمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، وتدين احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
ومنذ أعلنت إسرائيل الحرب على غزة، أمضى حوالي 50-60 طالباً أيامهم في الاعتصام. وعادة ما يشاركون فيه بين المحاضرات، وينخرطون في مناقشات حول فلسطين ويأكلون طعاماً مقدم من زملائهم الطلاب أو أفراد المجتمع.
وستانفورد واحدة من عدة جامعات أمريكية يختلف فيها الطلاب مع أعضاء هيئة التدريس والإدارة حول استجابتهم للحرب في غزة والاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية.
ومنذ اندلاع الحرب، يشكو الطلاب تعرضهم للإساءة من أعضاء هيئة التدريس، الذين يتهمونهم بمعاداة السامية ودعم الإرهاب وإهانات أخرى.
وقال منظمو الاعتصام إنهم منذ أطلقوا احتجاجهم، لم يتفاعل معهم مسؤولو الجامعة إلا مرة واحدة، ورفضوا الالتزام بأي شيء عدا توفير الموارد للطلاب الفلسطينيين.
ومطلع هذا الأسبوع، قال المسؤولون في جامعة ستانفورد إنهم سيشكلون مجموعتين الهدف منهما مكافحة الكراهية وتقديم الدعم لأفراد المجتمع. والأولى عبارة عن لجنة فرعية جديدة تهدف إلى مكافحة معاداة السامية، والأخرى ستكون لجنة جديدة للجاليات الإسلامية والعربية والفلسطينية من لمعالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الجامعة.