ردت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجمعة 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، على الادعاءات الأمريكية بشأن استخدام المقاومة للمستشفيات والمدارس كمواقع عسكرية، إذ قالت إن تصريحات واشنطن هي "تكرار لرواية كاذبة مفضوحة" يقدمها الاحتلال الإسرائيلي، فيما قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن واشنطن لن تكشف أي معلومات استخباراتية إسرائيلية أو توضح تفاصيل تقييم أجهزة مخابراتها الذي يفيد بأن حركة المقاومة حماس استخدمت مستشفى الشفاء في غزة كمركز قيادة .
حركة المقاومة قالت في بيان نشرته على حسابها على تلغرام، علقت فيه على تصريحات أمريكية اتهمتها باستخدام المستشفيات والمدارس كمواقع عسكرية، إن "هذه الرواية بينتها مسرحيات المتحدث باسم جيش الاحتلال الركيكة والمثيرة للسخرية، بعد اقتحام مستشفى الرنتيسي والشفاء، وتهديد سلامة المرضى، والأطقم الطبية".
ومنذ أيام، تتعرض سائر مستشفيات قطاع غزة لقصف إسرائيلي وحصار، بزعم "وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين"، وهو ما تنفيه مراراً حركة "حماس" والمسؤولون الفلسطينيون في قطاع غزة.
وأكدت حماس أن تجاهل دعوة الحركة وإدارة مستشفى الشفاء، للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، إلى تشكيل لجنة دولية لمعاينة المستشفيات والمدارس، "للتأكّد من كذب رواية الاحتلال، يشير إلى مسؤولية الإدارة الأمريكية وشراكتها الاحتلال في جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة".
وأضافت أن "هذا التجاهل يشكل غطاء أمريكياً جديداً لاستمرار العدوان على القطاع الطبي لتدميره بهدف تهجير شعبنا".
وفي وقت سابق جددت حماس، في بيان، دعوتها للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة دولية "للتجوال والاطلاع على كافة المستشفيات للوقوف على كذب رواية الاحتلال وحليفته واشنطن التي تتحمل مسؤولية مباشرة عن حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة".
وتابعت الحركة في بيانها: "نود تذكير الرئيس بايدن وإدارته بأن الاحتلال قصف معظم المستشفيات، وقطع عنها الكهرباء والوقود والأدوية؛ ما أدى لخروج 26 مستشفى عن الخدمة من أصل 35".
مشيرة إلى قصف الاحتلال الإسرائيلي لـ255 مدرسة "بما فيها مدارس الأونروا التي يقطنها نازحون برعاية وحماية دولية، وهو ما شهدت به وكالة الأونروا والعديد من المنظمات الدولية".
وختمت بالقول مخاطبة الولايات المتحدة: "إعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، يحمّلكم مسؤولية سياسية وقانونية لا تسقط بالتقادم".
أمريكا ترفض الكشف عن معلوماتها الاستخباراتية
فيما أوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أن الولايات المتحدة واثقة من تقييم مخابراتها بخصوص أنشطة حركة حماس في مستشفى الشفاء رافضاً التوضيح أو الإدلاء بتفاصيل بخصوص الأيام الماضية.
وذكر مصدر مطلع أن إدارة بايدن لن ترفع السرية عن مصادر الاستخبارات الأمريكية "لأن بعض هذه القنوات نفسها تُستخدم لمراقبة وضع الرهائن".
وذكر المصدر أن المعلومات الاستخباراتية "قاطعة" وتشمل اتصالات جرى اعتراضها بين مقاتلي حماس.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الإسرائيليون قد تبادلوا أي معلومات جديدة منذ بدء مداهمة المستشفى، قال كيربي: "لن أتحدث عن معلومات مخابرات محددة ربما تبادلناها". وأضاف في إفادة صحفية "من حقهم فعلاً التحدث عن الأمر، لكن كما قلت في ذلك اليوم نحن واثقون من تقييم مخابراتنا بخصوص كيفية استخدام حماس لذلك المستشفى".
وزعم المسؤول الأمريكي أن مقاتلي حماس كانوا يحتمون في المستشفى ويستخدمونه كدرع ضد العمل العسكري؛ مما يعرض المرضى والطواقم الطبية للخطر، قائلاً: "لدينا مخابراتنا التي تقنعنا بأن حماس كانت تستخدم (مستشفى) الشفاء كمقر قيادة وتحكم، وكمنشأة تخزين أيضاً على الأرجح.. وما زلنا على قناعة بصحة معلومات المخابرات تلك"، على حد ادعاءاته.
وفجر الأربعاء، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، بعد حصاره لأيام، حيث يضم مدنيين نزحوا من ديارهم جراء القصف الإسرائيلي المتواصل بالمنطقة.
ومنذ 42 يوماً، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفاً و500 قتيل فلسطيني، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.