ذكر بيان للديوان الأميري، الجمعة 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال اتصال هاتفي، التطورات في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى بحث العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها والمستجدات الإقليمية والدولية.
كما ذكر الديوان الأميري القطري والبيت الأبيض أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الأمريكي جو بايدن بحثا خلال اتصال هاتفي، وضع الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتطورات الأخرى في غزة.
وقال البيت الأبيض في بيان: "ناقش الزعيمان الحاجة المُلحة للإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس، دون مزيد من التأخير".
وأضاف البيان: "ناقش الزعيمان أيضاً الجهود الجارية لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل إلى غزة، وقرار إسرائيل استئناف توصيل الوقود من أجل المساعدات المنقذة للحياة".
وقال البيت الأبيض إنهما اتفقا على البقاء على اتصال وثيق حول هذه القضايا. وسعت قطر للتفاوض لإبرام اتفاق بين حماس وإسرائيل بشأن إطلاق سراح بعض الرهائن.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه مسؤول تم إطلاعه على سير المفاوضات، لـ"رويترز"، إن وسطاء قطريين يحاولون التفاوض على اتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل يشمل إطلاق سراح نحو 50 من المحتجزين المدنيين من قطاع غزة مقابل إعلان وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام.
مفاوضات برعاية قطرية لإبرام اتفاق بين إسرائيل وحماس
المسؤول قال إن الاتفاق الذي تجري مناقشته والذي جاء بالتنسيق مع الولايات المتحدة، سيشهد أيضاً إفراج إسرائيل عن بعض النساء والأطفال من سجونها، وزيادة كميات المساعدات الإنسانية التي تسمح بدخولها لقطاع غزة.
وإذا تم الاتفاق فسيشكل أكبر عملية إفراج عن محتجزين لدى حماس منذ أن نفذت هجومها على أجزاء من إسرائيل.
وقال المسؤول إن حماس وافقت على المبادئ العامة للاتفاق، لكن إسرائيل لم توافق بعد وما زالت تتفاوض على التفاصيل. ولم يعرف بعدُ عدد النساء والأطفال الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم من سجونها في إطار الاتفاق الذي تتم مناقشته.
وتغير بشكل كبيرٍ نطاق المفاوضات التي تقودها قطر في الأسابيع القليلة الماضية، لكن حقيقة أن المحادثات تتركز حالياً على الإفراج عن 50 محتجزاً مدنياً مقابل وقف لإطلاق النار لثلاثة أيام، وأن حماس وافقت على الخطوط العريضة للاتفاق تدل على أمر لم يحدث من قبل.
ولدى قطر خط اتصال مباشر مع كل من حماس وإسرائيل وساعدت من قبل في التوصل لفترات هدنة في مرات سابقة من تصعيد القتال بين الجانبين.
وسيتطلب تنفيذ مثل هذا الاتفاق من حماس تسليم قائمة كاملة بباقي المحتجزين الأحياء لديها في قطاع غزة. وقال المسؤول إن مسألة إطلاق سراح جميع المحتجزين ليست موضع نقاش حالياً.
ولم يرد تعليق بعد من مسؤولين إسرائيليين. ورفض مسؤولون من قبلُ تقديم تعليق مفصل على مفاوضات تتعلق بالمحتجزين، وأرجعوا ذلك إلى عدم رغبتهم في تقويض الجهود الدبلوماسية أو إذكاء تقارير يعتبرونها "حرباً نفسية" من مسلحين فلسطينيين.
اتفاق في مرحلة النقاش
حين سألت رويترز الأربعاء عن المفاوضات، لم يؤكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، بشكل مباشر، الاتفاق المطروح للمناقشة .
وقال الرشق إن إسرائيل ما زالت ترفض وترجئ إطلاق سراح 50 محتجزاً من النساء والأطفال وإحلال هدنة إنسانية حقيقية، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال من أبناء الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال وتوصيل مساعدات الإغاثة لكل المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأحجمت وزارة الشؤون الخارجية القطرية والمكتب السياسي لـ"حماس" في الدوحة عن التعليق.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، في مؤتمر صحفي، أول من أمس الأربعاء: "حتى لو تطلب الأمر منا وقفاً مؤقتاً للقتال من أجل إعادة رهائننا، فلن يكون هناك وقف في المعارك والحرب لحين تحقيق أهدافنا".
وعندما طلب الصحفيون منه تفاصيل بشأن ما يمنع التوصل لاتفاق من أجل إطلاق سراح الرهائن، أحجم غانتس عن الخوض في أي تفاصيل.
وقالت مصادر في منطقة الخليج ومناطق أخرى بالشرق الأوسط من قبل، إن المحادثات تركزت على إفراج حماس عن 15 محتجزاً ووقف مؤقت لإطلاق النار لما يصل إلى ثلاثة أيام.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن هناك موافقة حتى الآن على فترات هدنة محدودة في مناطق معينة من قطاع غزة، وإن إسرائيل أظهرت تردداً في الالتزام بأي اتفاق أوسع نطاقاً، لكنها بدت أقرب إلى ذلك بحلول الثلاثاء.
حماس تتهم إسرائيل بالمماطلة
قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الإثنين الماضي، إنها أبلغت مفاوضين قطريين استعدادها للإفراج عما يصل إلى 70 امرأة وطفلاً في مقابل هدنة لمدة خمسة أيام.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء الماضي: "نعمل بلا كلل من أجل إطلاق سراح الرهائن بما يشمل زيادة الضغط منذ بدء التوغل البري". ويواجه تنفيذ أي اتفاق من هذا النوع العديد من العقبات والعراقيل.
وقال دبلوماسي غربي في المنطقة إنه من غير الواضح إن كانت حماس قادرة في الوقت الحالي على الخروج بقائمة دقيقة للمحتجزين لديها بعدما تسببت الحرب في مشكلات تواصل ومشكلات تنظيمية في القطاع.
وقال مصدر آخر في المنطقة على دراية بالمفاوضات، إنّ جمع محتجزين لأي عملية إفراج متزامنة، وهو ما تريده إسرائيل، سيكون صعباً من الناحية اللوجيستية دون وقف لإطلاق النار.
وأضاف المصدر أن هناك غموضاً يكتنف مسألة وجود اتفاق من الأصل على هذا الأمر بين القيادة العسكرية والسياسية لـ"حماس"، لكن ذلك تم حله لاحقاً، كما أن هناك مخاوف أيضاً من أن الضغوط العسكرية الإسرائيلية تجعل مسألة التوصل لاتفاق وتنفيذه أصعب.