أعلنت شركات اتصالات في فلسطين، الخميس 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة؛ لنفاد الوقود اللازم لتوليد الطاقة للمحولات الرئيسية، فيما واصل الاحتلال غاراته على أهداف مدنية موقعاً قتلى وجرحى في مناطق بوسط وجنوب القطاع غزة.
قالت شركة الاتصالات الفلسطينية: "نأسف للإعلان عن انقطاع كامل في خدمات الاتصالات (الثابتة والخلوية والإنترنت) في قطاع غزة، بعد منع إدخال الوقود ونفاد مصادر الطاقة الاحتياطية لتشغيل عناصر الشبكة الرئيسية".
ومجموعة الاتصالات الفلسطينية، أكبر مزود لخدمات الاتصالات الخلوية والإنترنت في قطاع غزة، والمقدم الحصري لخدمات الاتصالات الثابتة هناك.
كذلك، قالت "أوريدو-فلسطين" في بيان: "يؤسفنا الإعلان لمشتركينا وأهلنا عن توقف خدماتنا في جنوب وبعض مناطق شمال قطاع غزة، وذلك جراء نفاد الوقود".
ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني، ناشد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني إسحاق سدر، مصر لتفعيل خدمة التجوال، وتشغيل محطات الاتصالات القريبة من حدود غزة.
في السياق الميداني، قالت وزارة الداخلية بغزة، الخميس، إن الجيش الإسرائيلي واصل غاراته على أهداف مدنية موقعاً قتلى وجرحى في مناطق بوسط وجنوب القطاع غزة.
جاء ذلك في عدة بيانات منفصلة نشرتها الوزارة، رغم إعلان الجيش الإسرائيلي جنوب قطاع غزة مناطق آمنة بعد إجباره سكاناً من شمال القطاع على النزوح إليه.
يأتي ذلك فيما ذكرت وزارة الداخلية بغزة، في بيان، أن "مروحيات إسرائيلية أطلقت النار تجاه منازل المواطنين شرق خان يونس جنوب قطاع غزة".
وأعلنت في بيان آخر، عن سقوط "شهيدين وعدد من الإصابات جراء استهداف طائرات الاحتلال (الإسرائيلي) مجموعة من المواطنين غرب رفح جنوب القطاع".
وسبق أن تحدث المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مراراً، عن بلاغات تفيد بوجود جثث لمئات النازحين الفلسطينيين على طرقات كانت إسرائيل أعلنتها "آمنة" باتجاه جنوب القطاع.
فيما زادت المخاوف من توسع نطاق الحرب على غزة، بعد أن أمرت إسرائيل المدنيين بمغادرة أربع بلدات في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، بعد أن أبلغت الناس قبل ذلك أنها آمنة ليتجهوا لها.
وأمرت منشورات أسقطتها طائرة إسرائيلية خلال الليل المدنيين بمغادرة خزاعة وعبسان وبني سهيلة والقرارة على المشارف الشرقية لمدينة خان يونس في جنوب القطاع. وتلك البلدات يسكنها إجمالاً أكثر من مئة ألف نسمة وقت السلم، لكنها تؤوي حالياً أعداداً إضافية تقدر بعشرات الآلاف ممن فروا من مناطق أخرى.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مشردون ولاذ أغلبهم ببلدات في جنوب القطاع.
محنة مشفى الشفاء
وأثارت المحنة التي يمر بها مستشفى الشفاء قلقاً دولياً مع محاصرة مئات المرضى وآلاف النازحين المدنيين في الداخل دون وقود ولا أوكسجين ولا إمدادات أساسية.
وقال مسعفون إن عشرات المرضى توفوا في الأيام القليلة الماضية، بسبب الحصار الإسرائيلي، من بينهم ثلاثة رضع حديثي الولادة في حضانات فقدت فاعليتها بسبب انقطاع الكهرباء.
وبعد يوم من دخولها مستشفى الشفاء، لم تقدم إسرائيل أدلة بعد تظهر ما زعمت أنه يشكل مقراً موسعاً لـ"حماس" في شبكة أنفاق تحت المنشأة، وهو ما قالت إنه يبرر اعتبار المستشفى هدفاً عسكرياً.
ونشرت إسرائيل تسجيل فيديو يظهر فيه جندي يجوب بناية من مستشفى ويعرض حقائب بها أسلحة نارية وسترات واقية من الرصاص قال إنهم عثروا عليها مخبأة هناك، إضافة إلى بنادق أخرى في خزانة وجهاز كمبيوتر محمول.
وقال كينيث روس، وهو مدير سابق لـ"هيومن رايتس ووتش" يعمل حالياً أستاذاً زائراً في برينستون، على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: "سيتعين على إسرائيل أن تقدم أكثر بكثير من بضعة بنادق خفيفة لتبرير إغلاق مستشفيات في شمال قطاع غزة بما يتضمنه ذلك من تكلفة مروعة على المدنيين الذين لهم احتياجات طبية عاجلة".
وقال فلسطينيون آخرون إنه حتى هذا الفيديو لا يظهر أي شيء يماثل ما قالت إسرائيل إنه مقر عسكري واسع تحت المستشفى.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 41 يوماً حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفاً و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.