قال متحدث وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، الثلاثاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن الأطقم الطبية وإدارة مستشفى الشفاء في القطاع قرروا حفر مقبرة جماعية لدفن جثث متكدسة في ساحة المستشفى، بعدما "فشلت كل أوجه التنسيق لإخراجهم من المستشفى ودفنهم".
وأوضح القدرة أنهم أبلغوا اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنهم سيقومون بهذه المهمة "وبالفعل صباح اليوم بدأوا بتنفيذها".
وأشار القدرة إلى أن "الأطقم مع عدد من النازحين المتطوعين عملوا على تكفين الشهداء الذين تراوحت أعدادهم بين 100 و120 شهيداً، وفريق آخر يعمل الآن على حفر المقبرة الجماعية، لكن الموضوع يحتاج إلى عدة ساعات للانتهاء من المهمة".
من جانب آخر، نفى القدرة ما أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي بخصوص تواصله مع مستشفى الشفاء بشأن الأطفال الخدج، قائلاً: "لم يتواصل معنا أحد بخصوص الأطفال الخدج وعددهم في المستشفى 36″، وفق تصريحات للأناضول.
أضاف: "لا نرفض خروج الأطفال الخدج من المستشفى، نحن مستعدون لإخراجهم إلى أي مكان آخر لأن الوضع خطير جداً في المستشفى ويزداد سوءاً، وبقاؤهم يهدد حياتهم بشكل كبير".
كان جيش الاحتلال قال في بيان: "بعد عرض المساعدات الإنسانية من قلبنا لمدير مستشفى الشفاء، بادرنا إلى بذل جهود خاصة لتنسيق نقل الحاضنات من مستشفى إسرائيلي إلى مستشفى الشفاء في غزة"، زاعماً أنه "على استعداد للعمل مع أي طرف وسيط موثوق به لضمان نقل الحاضنات".
مئات المرضى وآلاف النازحين
في سياق متصل، لفت متحدث وزارة الصحة في غزة إلى أن الأوضاع المعيشية في المستشفى "تزداد سوءاً، والمياه تتوفر بشكل محدود ويتم إخراجها يدوياً من بئر واحدة متبقية في أحد مباني المستشفى بسبب عدم توفر الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل المولدات".
وقال إن مستشفى الشفاء "فيه حالياً 650 مريضاً وجريحاً، وحوالي 500 إلى 600 من الكوادر الطبية والعاملين، إضافة إلى 5 إلى 7 آلاف نازح في مبانيه".
وأشار إلى أنه "لا طعام يتوفر الآن لدى النازحين"، لافتاً إلى أنهم "عاشوا خلال الأيام الماضية على ما تبقى معهم من طعام ومياه وتمر، لكنه نفد الآن بشكل كامل"، كما دعا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، إلى التدخل الفوري لرفع الحصار الإسرائيلي عن مستشفى الشفاء وإدخال الوقود.
ومنذ أيام، يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه وسائر مستشفيات القطاع لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي؛ بزعم "وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين"، وهو ما نفته "حكومة غزة" مراراً.
وقف إطلاق النار "باسم الإنسانية"
في سياق متصل، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إن الأمين العام منزعج بشدة بسبب "الخسائر الفادحة في الأرواح" في عدة مستشفيات في قطاع غزة، وأضاف "باسم الإنسانية، يدعو الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار".
بدورها دعت فلسطين، الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط "جاد وسريع" على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة ووقف "حرب الإبادة التي تقوم بها في القطاع".
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" إن على المجتمع الدولي "القيام بممارسة الضغط الجاد والسريع لتحقيق وقف إطلاق النار".
أضاف: "يجب وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإرهاب المستعمرين في الضفة الغربية أولاً وفوراً وقبل كل شيء".
وأشار أبو ردينة إلى "بداية التحول في الموقف الأوروبي الهام بخصوص ضرورة وقف إطلاق النار، ويجب أن يترجم هذا التحول على الأرض بوقف العدوان الإسرائيلي الذي يصر على ارتكاب الجرائم بشكل لا يمكن وصفه".
"حرب الإبادة"
من جهته، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ألمانيا إلى موقف "متوافق مع القانون الدولي الإنساني، والدعوة لوقف العدوان فوراً"، مضيفاً خلال لقائه في رام الله القيادي في حزب الخضر الألماني والمتحدث باسمه للشؤون الدولية يورغن تريتين أن تزويد ألمانيا إسرائيل بالسلاح "هو تشجيع لها على عدوانها ضد الفلسطينيين"، وفق بيان صادر عن مكتب اشتية.
وأشار إلى "ضرورة العمل دولياً على وقف حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، وضمان الممرات الآمنة لتسهيل وصول المساعدات الإغاثية والطبية لكافة المناطق في القطاع".
أضاف اشتية: "يجب العمل دولياً على أن يكون اليوم التالي بعد انتهاء العدوان على الضفة الغربية وقطاع غزة يضمن خلق مسار سياسي شامل وعادل ينهي الاحتلال، وإقامة الدولة على حدود عام 1967 في كافة الأراضي بما فيها القدس".
دعوة لموقف أوروبي "صارم"
في سياق متصل، شدد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، الثلاثاء، على أهمية "تبلور موقف أوروبي صارم" لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وتحدث خلال لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في باريس "عن أهمية الموقف الفرنسي وأهمية الموقف الأوروبي بأن يكون صارماً في طلب وقف إطلاق النار الفوري" وفق بيان صادر عن الخارجية الفلسطينية.
وشدد المالكي "على ضرورة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بأسرع وقت ممكن، وضرورة رفض ومواجهة الخطط الإسرائيلية الداعية للترحيل القسري، وأن تتخذ الدول خطوات فاعلة من أجل منع إسرائيل أن ترتكب هذه الجريمة المكررة للنكبة".
إلى ذلك نقل بيان الخارجية عن الوزيرة الفرنسية أن المواقف الأوروبية "تتطور" وأن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "يبلورون خطة للتعامل مع الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها أهمية أن يكون هناك هدنة مستدامة في قطاع غزة".