عرضت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية، لقطات حصرية من داخل مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، والذي يشهد حصاراً شديداً من جانب الاحتلال الإسرائيلي؛ ما أدى إلى تعطيل كافة خدماته، مع استمرار قطع الكهرباء عنه، في حين يشتد القصف على قطاع غزة؛ ما خلف آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والنازحين.
حيث رصدت المشاهد آثار القصف الذي استهدف غرفة العناية المركزة بمستشفى الشفاء في قطاع غزة ومحاولات إجلاء المرضى منه ومن بينهم أطفال وما لحق بقسم العناية المركزة والذي تم تدميره وتعطيله عن العمل بشكل كامل، ما دفع الأطباء إلى نقل الأطفال الموجودين على أجهزة التنفس الصناعي إلى ممرات العناية المركزة من أجل إنقاذهم.
كذلك قال أحد الأطباء الذي يرصد الآثار الكارثية لقصف الاحتلال على مستشفى الشفاء يوم الثلاثاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إنه تم تدمير كافة أجهزة التنفس الصناعي وبات المرضى عرضة للموت في أي لحظة؛ وذلك بعد القصف الإسرائيلي، كما استعرض الطبيب الحالات الموجودة في طرقات العناية المركزة، وهم تسع وعشرون حالة مريضة تواجه الموت بعد تدمير أجهزة التنفس الصناعي.
استعرض كذلك الطبيب آثار القصف على المجمع، حيث مكان تواجد الأطباء ، وتم تدمير جهاز التكييف الذي يضبط الحرارة داخل قسم العناية المركزة، وكذلك تم تدمير الأسرّة، ما دفع إلى إخلاء كافة الحالات إلى مناطق أخرى.
كذلك استعرض أحد الأطباء مرضى الكلى في مستشفى الكلى وقد تملك منهم الألم ويجلسون في منطقة حالكة الظلام بسبب انقطاع الكهرباء في مستشفى الشفاء، وقد توسدوا الطرقات للراحة في ظل استمرار الاحتلال حصار المستشفى.
في سياق متصل، نفى متحدث وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، الثلاثاء، ما أعلنه الجيش الإسرائيلي بخصوص تواصله مع مستشفى الشفاء في مدينة غزة بشأن الأطفال الخدج. وقال القدرة: "لم يتواصل معنا أحد بخصوص الأطفال الخدج وعددهم في المستشفى 36".
وأضاف: "لا نرفض خروج الأطفال الخدج من المستشفى، نحن مستعدون لإخراجهم إلى أي مكان آخر لأن الوضع خطير جداً في المستشفى ويزداد سوءاً، وبقاؤهم يهدد حياتهم بشكل كبير".
وكان الجيش الإسرائيلي قال في بيان: "بعد عرض المساعدات الإنسانية من قبلنا لمدير مستشفى الشفاء، بادرنا إلى بذل جهود خاصة لتنسيق نقل الحاضنات من مستشفى إسرائيلي إلى مستشفى الشفاء في غزة".
وزعم الجيش أنه "على استعداد للعمل مع أي طرف وسيط موثوق به لضمان نقل الحاضنات".
وكان مدير مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة محمد أبو سلمية، قال الإثنين، إن عدد الوفيات جراء انقطاع الخدمات والتيار الكهربائي بالمستشفى بلغ 20 شخصاً، بينهم 6 أطفال خدج منذ بداية حصار المستشفى قبل ثلاثة أيام.
وفيما يتعلق بالجثث المتكدسة في ساحة المستشفى قال القدرة: "فشلت كل أوجه التنسيق لإخراجهم من المستشفى ودفنهم". وأضاف: "لذلك قررت الأطقم الطبية وإدارة المستشفى حفر مقبرة جماعية لدفنهم في ساحة المستشفى، وأبلغت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنهم سيقومون بهذه المهمة وبالفعل صباح اليوم بدأوا بتنفيذها".
وأشار القدرة إلى أن "الأطقم مع عدد من النازحين المتطوعين عملوا على تكفين الشهداء الذين تراوحت أعدادهم بين 100 و120 شهيداً، وفريق آخر يعمل الآن على حفر المقبرة الجماعية، لكن الموضوع يحتاج إلى عدة ساعات للانتهاء من المهمة".
ولفت إلى أن الأوضاع المعيشية في المستشفى "تزداد سوءاً والمياه تتوفر بشكل محدود ويتم إخراجها يدوياً من بئر واحدة متبقية في أحد مباني المستشفى بسبب عدم توفر الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل المولدات".
وقال إن مستشفى الشفاء "فيه حالياً 650 مريضاً وجريحاً، وحوالي 500 إلى 600 من الكوادر الطبية والعاملين، إضافة إلى 5 إلى 7 آلاف نازح في مبانيه".
وأشار إلى أنه "لا طعام يتوفر الآن لدى النازحين"، لافتاً إلى أنهم "عاشوا خلال الأيام الماضية على ما تبقى معهم من طعام ومياه وتمر، لكنه نفد الآن بشكل كامل". ودعا القدرة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، إلى التدخل الفوري لرفع الحصار الإسرائيلي عن مستشفى الشفاء وإدخال الوقود.
ومنذ أيام، يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه وسائر مستشفيات القطاع لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي؛ بزعم "وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين"، وهو ما نفته "حكومة غزة" مراراً.
ومنذ 39 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي "حرباً مدمرة" على غزة، خلّفت 11 ألفاً و240 قتيلاً فلسطينياً، بينهم 4 آلاف و630 طفلاً، و3 آلاف و130 امرأة، فضلاً عن 29 ألف مصاب، 70% منهم من الأطفال والنساء، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية مساء الإثنين.