مدير “الشفاء” يكذب ادعاء نتنياهو بخصوص الوقود! هذه حقيقة عرض قدمه الاحتلال للمستشفى

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/12 الساعة 19:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/12 الساعة 21:58 بتوقيت غرينتش
مجمع الشفاء الطبي في غزة - رويترز

كذب مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية مساء الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ادعاء رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل عرضت تقديم الوقود لمستشفى الشفاء، ولكن حماس رفضت تسلمه.

حيث قال أبو سلمية في اتصال هاتفي مع تلفزيون العربي: "اتصلت بي إسرائيل لتسليم 300 لتر من وقود الديزل، وهو ما يكفي فقط لمدة 15-30 دقيقة. لم نرفض تسلمه، ولكن رفضنا الذهاب لتسلمه من أمام الدبابات، وطلبنا أن يأتي إلينا من خلال الصليب الدولي". 

من جانبه، قال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش تعليقاً على ادعاءات الاحتلال: "هذه أكذوبة كبيرة، بالأساس نحن نستهلك 10 آلاف لتر من الوقود فماذا نفعل بـ300 إن وصلتنا؟!". 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال الأحد إن إسرائيل عرضت تقديم الوقود لمستشفى الشفاء في غزة لكن الحركة رفضت تسلمه.

جاء ذلك في إطار رد نتنياهو على سؤال لشبكة (إن.بي.سي) الإخبارية عما إذا كانت إسرائيل تعرض حياة المرضى والأطفال للخطر، حيث قال نتنياهو: "بالعكس، عرضنا في الواقع الليلة الماضية منحهم ما يكفي من الوقود لتشغيل المستشفى وتشغيل الحضانات وما إلى ذلك لأننا (ليس لدينا) معركة مع المرضى أو المدنيين على الإطلاق".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه مستعد لإجلاء الأطفال من مستشفى الشفاء الأحد، لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن من بالداخل ما زالوا محاصرين وإن ثلاثة أطفال حديثي الولادة توفوا والعشرات عرضة للخطر بسبب انقطاع الكهرباء. 

من جانبها، نفت حركة حماس في وقت لاحق، ما تردد عن رفضها 300 لتر من الوقود من إسرائيل كانت مخصصة للاستخدام الطبي في مستشفى الشفاء في غزة.

وأضافت حماس في بيان أن "عرض إسرائيل تزويد مستشفى الشفاء بحوالي 300 لتر من الوقود يمثّل استخفافاً بآلام وعذابات المرضى والطواقم الطبية، المحاصَرين بين جنباته، بلا ماء أو غذاء أو كهرباء، فهذه الكمية لا تكفي لتشغيل المولدات فيه لأكثر من نصف ساعة".

وأكدت في البيان أيضاً أنها ليست طرفاً في إدارة مستشفى الشفاء وأنه "لا وجود لها ضمن هيكلية اتخاذ القرارات فيه، وأنه يخضع بشكل كامل لسلطة وزارة الصحة الفلسطينية، التي تدير شؤونه الإدارية والفنية".

حصار "الشفاء" 

يأتي ذلك في الوقت الذي قال متحدث وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، إن "أضراراً كبيرة لحقت بمبنى العناية المركزة في مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة؛ جراء استهدافه مجدداً من جانب الجيش الإسرائيلي".

وأضاف القدرة أن "الاحتلال استهدف قبل قليل عدداً من الأشخاص خلال محاولتهم مغادرة مجمع الشفاء الطبي"، مؤكداً أنه "لا بد من تدخل عاجل لإنقاذ الأوضاع في مجمع الشفاء الطبي، وإلا سنفقد مزيداً من الجرحى".

وفي وقت سابق الأحد، حذر مدير عام المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت، في مؤتمر صحفي، من أن نحو 650 مريضاً وجريحاً، منهم 36 طفلاً، باتت حياتهم في خطر بسبب الوضع الكارثي في مجمع الشفاء الطبي.

ولليوم الثالث على التوالي، تواصل الآليات العسكرية الإسرائيلية، حصار مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، وسط اشتباكات عنيفة مع المقاتلين الفلسطينيين.

وأفاد مراسل الأناضول نقلاً عن شهود عيان ومصادر محلية فلسطينية، أن القوات الإسرائيلية تواصل استهداف المجمع بقنابل الفسفور وقنابل الدخان، وقصفت مبنى العناية المركزة وقسم جراحة القلب، ما أدى إلى أضرار كبيرة بالمبنيين.

ويبلغ عدد مباني مجمع الشفاء نحو 10 مبانٍ للتخصصات المختلفة، أبرزها مباني العناية المركزة وجراحة القلب، والحروق، والكلى وثلاجات الموتى.

كما تواصل القوات الإسرائيلية حصار مستشفى الرنتيسي، ومستشفى الرنتيسي للأطفال في حي النصر، وأصبحت على بُعد أمتار من مستشفى القدس في حي تل الهوى، في حين أنها لم تقتحم أياً منها.

ووفق مصادر طبية، فإن الأطباء جمّعوا 30 من الأطفال الخُدج بمجمع الشفاء في غرفة واحدة، لتوفير درجة حرارة مناسبة لهم، كي يبقوا على قيد الحياة في ظل تعطل الحاضنات الخاصة لهم.

ولم تستطِع الكوادر العاملة في مجمع الشفاء، حصر أعداد القتلى بسبب استمرار الاستهداف الإسرائيلي للمجمع ومحيطه، ما يُعيق التحرك في تلك المناطق المستهدفة.

ولليوم الـ37 على التوالي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 11 ألفاً ومئة قتيل، بينهم ما يزيد عن 8 آلاف طفل وسيدة، بالإضافة إلى أكثر من 28 ألف جريح، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية مساء السبت.

بينما قتلت حركة "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 242 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

تحميل المزيد