نشرت شبكة CNN الأمريكية تقريراً الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قالت فيه إن مشاعر القلق والخوف والغضب تسيطر على البيت الأبيض، لا سيما وأن القوات الإسرائيلية لا تظهر أية علامات على اعتزامها وقف هجماتها المتواصلة على قطاع غزة، ويستمر عدد القتلى المدنيين في القطاع المحاصر -الذي يصل بالفعل للآلاف- في الارتفاع.
تقرير الشبكة أشار إلى أن بعض كبار المسؤولين يقولون سراً إنَّ هناك جوانب من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي لا يمكنهم ببساطة الدفاع عنها؛ في وقت تتزايد فيه دعوات الموظفين في الإدارة الأمريكية إلى الولايات المتحدة لدعم وقف إطلاق النار.
فيما قالت مصادر متعددة لشبكة سي إن إن، إنَّ هناك آخرين يشعرون بالذهول من الصور المتواصلة للمدنيين الفلسطينيين الذين يُقتلون في الغارات الجوية الإسرائيلية.
إذ أوضح أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية: "لقد أثار ذلك تخوفاً أخلاقياً كبيراً. لكن لا أحد يستطيع التصريح بذلك لأننا جميعاً نعمل وفقاً لرغبة الرئيس وهو مؤيد لما يحدث تماماً".
وظهر هذا الأسبوع انقسامٌ بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول مستقبل غزة، بعدما اقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقابلة أنَّ إسرائيل ستتحمل مسؤولية الأمن في غزة "لأجل غير مسمى".
وجدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني، معارضة الولايات المتحدة "لإعادة احتلال" قطاع غزة، لكنها تؤيد وجود "حاجة لفترة انتقالية ما في نهاية الصراع".
ومع ذلك، لا يبدو أنَّ هذا التراجع ينذر بانفصال أكبر حليفين. وحتى في الوقت الذي تتصارع فيه الإدارة مع الغضب المتزايد داخل صفوفها، واندلاع الغضب العام والاحتجاجات والإدانة المتزايدة بين حلفائها العالميين، فإنها لا تظهر أية علامة تُذكَر على النأي بنفسها علناً عن نتنياهو أو التعبير عن أي نوع من الإدانة للهجوم الإسرائيلي على غزة، بحسب الشبكة.
وجاءت بعض أعنف ردود الفعل من داخل وزارة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك المسؤول الذي استقال علناً الشهر الماضي بسبب نهج إدارة بايدن في الصراع. وفي أماكن أخرى من الإدارة، يشعر المسؤولون بالغضب الدفين مع تزايد عدد القتلى المدنيين.
في غضون ذلك، تحث رسالة مفتوحة، وقعها المئات من موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إدارة بايدن على الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي رفضته الإدارة حتى الآن.
وجاء في الرسالة: "لكي تكون جهود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فعّالة ومن أجل إنقاذ الأرواح، نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية. ونعتقد أنه لا يمكن تجنب المزيد من الخسائر الكارثية في الأرواح البشرية ما لم تطالب إدارة الولايات المتحدة بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وإعادة إسرائيل توصيل المياه والغذاء والوقود والكهرباء لشعب غزة".
ووفقاً لتقرير الشبكة، لم يكن من الصعب الحصول على تذكير بالمشاعر المتأججة، فقد واجه الرئيس متظاهراً يدعو إلى وقف إطلاق النار خلال حفل خاص لجمع التبرعات الأسبوع الماضي، وصارت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين حدثاً يومياً بالقرب من مجمع البيت الأبيض.
وهذا الأسبوع، غطت بصمات أيدي حمراء زاهية -تهدف إلى تقليد الدم- وعبارات مثل "جو المؤيد للإبادة الجماعية" أحد المداخل القريبة من الجناح الغربي للبيت الأبيض.